تخطي إلى المحتوى الرئيسي

بعد قيامهم بأخذ عينة عشوائية من أحدث منتجات "إنترنت الأشياء"، اكتشف باحثو كاسبرسكي لاب تهديدات خطيرة تتعرض لها الأجهزة الذكية المنزلية المتصلة بالإنترنت. ومن ضمن تلك الأجهزة آلة تحضير القهوة التي تتسبب في الكشف عن كلمة المرور الخاصة بصاحب المنزل والمستخدمة للاتصال بشبكة الـ "Wi-Fi"، وشاشة مراقبة الأطفال التي من الممكن التحكم بها عن طريق برمجية خبيثة لطرف ثالث، ونظام الأمن المنزلي الخاضع للتحكم عن طريق الهاتف الذكي والذي من الممكن اختراقه باستخدام مغناطيس.

في العام 2014، نظر ديفيد جاكوبي، الباحث الأمني في كاسبرسكي لاب، في أرجاء غرفة معيشته وتفقد الأجهزة المتصلة بالانترنت التي يستخدمها، وقرر إجراء بحث للكشف عن الثغرات الأمنية الموجودة في الأجهزة التي بحوزته ومدى تعرضها للهجمات الإلكترونية. وتوصل في نهاية المطاف إلى أن جميع تلك الاجهزة تقريباً كانت عرضة لمثل تلك المخاطر. وفي أعقاب ذلك، وتحديداً في العام 2015 قام فريق من خبراء مكافحة البرمجيات الخبيثة في كاسبرسكي لاب بتكرار التجربة مع فارق بسيط، وهو أنه في حين كان بحث ديفيد يرتكز في معظم الأحيان على الخوادم المتصلة بالشبكة وأجهزة التلفزيون الذكية، كان هذا البحث الجديد يشمل مختلف الأجهزة المتصلة بالشبكة المتوفرة في سوق الأجهزة المنزلية الذكية.

وكانت الأجهزة المختارة لإجراء هذه التجربة على النحو التالي: جهاز استقبال (USB-dongle) تدفقات الفيديو عبر الإنترنت وكاميرا مراقبة عبر الإنترنت خاضعة للتحكم عن طريق الهاتف الذكي وآلة تحضير القهوة خاضعة للتحكم عن طريق الهاتف الذكي ونظام الأمن المنزلي الخاضع للتحكم عن طريق الهاتف الذكي. وخلصت نتائج التحقيق إلى أن جميع هذه الأجهزة تقريباً تحتوي على ثغرات أمنية.

وخلال التجربة، أتاحت كاميرا مراقبة الأطفال للقراصنة المتصلين بنفس شبكة صاحب الكاميرا، الاتصال بالكاميرا ومشاهدة الفيديو من خلالها وتشغيل الصوت على الكاميرا ذاتها. وهناك كاميرات أخرى مشتراة من نفس البائع مكّنت القراصنة من السطو على كلمات المرور الخاصة بصاحب الشبكة، وأظهرت التجربة أنه بإمكان أي متسلل على نفس الشبكة استرجاع كلمة المرور الأصلية من الكاميرا والقيام بتعديل برنامج الكاميرا.

عندما يتعلق الأمر بأجهزة تحضير القهوة الخاضعة للتحكم بواسطة تطبيق، فليس من الضروري أن يكون المهاجم متصلاً على نفس شبكة الضحية. وأثناء التجربة كان جهاز تحضير القهوة المستخدم يرسل ما يكفي من المعلومات غير المشفرة للمهاجم لاكتشاف كلمة المرور المستخدمة من قبل المالك للاتصال بشبكة الـ "Wi-Fi" بأكملها.

وعند قيامهم باختبار نظام الأمن المنزلي الخاضع للتحكم عن طريق الهاتف الذكي، توصل باحثو كاسبرسكي لاب إلى أن برنامج النظام لا يحتوي إلا على نقاط ضعف بسيطة وكاناً آمنا بما فيه الكفاية لمقاومة أي هجوم إلكتروني. وبدلا من ذلك، لوحظ وجود الثغرة الأمنية في إحدى أجهزة الاستشعار المستخدمة من قبل النظام.

يعمل جهاز استشعار الاتصال، المصمم أساساً لإطلاق الإنذار عند فتح أحد الأبواب أو النوافذ، عن طريق الكشف عن المجال المغناطيسي المنبعث من المغناطيس المثبت الباب أو النافذة. عندما يتم فتح الباب أو النافذة يتلاشى المجال المغناطيسي، مما يجعل جهاز الاستشعار يرسل إشارات تحذيرية للنظام. ومع ذلك، في حال عدم تلاشي المجال المغناطيسي، لن يتم إرسال أي إشارات تنبيهية.

 

خلال إجراء التجربة على نظام الأمن المنزلي، تمكن خبراء كاسبرسكي لاب من استخدام مغناطيس بسيط لاستبدال المجال المغناطيسي المتولد عن المغناطيس المثبت على النافذة. وهذا يعني أنه بإمكانهم فتح وإغلاق النافذة دون أن ينطلق جهاز الإنذار. تكمن المشكلة الرئيسية في هذه الثغرة الأمنية في حقيقة أنه من المستحيل إصلاحها عن طريق تحديث البرنامج، فالأمر يتعلق بتصميم نظام الأمن المنزلي نفسه. والأمر الاكثر إثارة للقلق يتمثل في أن الأجهزة القائمة على استشعار المجال المغناطيسي هي نوع من أجهزة الاستشعار الشائعة والمستخدمة في أنظمة الأمن المنزلي المتعددة في السوق.

وقال فيكتور اليوشين، الباحث الأمني في كاسبرسكي لاب: «لقد أظهرت تجربتنا وبكل تأكيد بأن البائعين يضعون نصب أعينهم جانب الأمن الإلكتروني عند تصنيع أجهزة إنترنت الأشياء. ومع ذلك، لايكاد أي جهاز متصل بالإنترنت وخاضع للتحكم عن طريق تطبيق يخلو من ثغرة أمنية واحدة على الأقل. وقد يلجأ مجرمو الإنترنت إلى استغلال العديد من هذه الثغرات في وقت واحد، مما يجعل من الأهمية بمكان بالنسبة للبائعين إيجاد حل جذري لجميع نقاط الضعف الموجودة، حتى تلك التي لا تعتبر حساسة. ينبغي معالجة هذه الفجوات الأمنية قبل وصول المنتج إلى السوق، ذلك أنه بمجرد أن يملأ هذا المنتج السوق، يصبح حل هذه المشكلة أكثر صعوبة خاصة بعد بيعه للآلاف من المستهلكين للاستخدام المنزلي."

ولمساعدة المستخدمين على حماية أنفسهم وأحبائهم من مخاطر الأجهزة المنزلية الذكية المصابة بثغرات أمنية، يوصي خبراء كاسبرسكي لاب باتباع التوجيهات البسيطة التالية:

1. قبل شراء أي من أجهزة إنترنت الأشياء، ابحثوا في الإنترنت للتقصي عن أي ثغرات أمنية قد توجد داخل هذا الجهاز. تعتبر إنترنت الأشياء من الموضوعات الساخنة جداً ويحرز الكثير من الباحثين تقدماً مذهلاً في مجال الكشف عن قضايا أمنية في منتجات من هذا النوع: بدءاً من أجهزة مراقبة الأطفال إلى البنادق الخاضعة للتحكم عن طريق التطبيق. ومن الممكن جدا أن يكون الجهاز الذي تعتزمون شراءه قد تم فحصه مسبقاً من قبل خبراء الأمن، ومن الممكن أيضاً معرفة ما إذا كان قد تم تصحيح تلك الثغرات الأمنية أم غير ذلك.

2. ليس من الصائب دائماً شراء المنتجات التي تم طرحها مؤخراً في السوق. وإلى جانب الأخطاء البرمجية الاعتيادية المتأصلة في المنتجات الجديدة، قد تحتوي الأجهزة التي تطرح حديثاً على ثغرات أمنية لم يتمكن الباحثون الأمنيون من اكتشافها بعد. وأفضل نصيحة لكم هي القيام بشراء المنتجات التي خضعت لتحديثات برمجية عديدة بشكل فعلي.

3. عندما تفكرون باختيار ما يجعل أحد جوانب حياتكم أكثر ذكاء، ننصحكم بأخذ المخاطر الأمنية في عين الاعتبار. في حال كان  منزلكم هو المكان الذي تودعون فيه أشياء ذات قيمة جوهرية لكم، فمن الأفضل لكم اختيار نظام إنذار متخصصة من الممكن أن يحل محل أو يكمل نظام الإنذار المنزلي الحالي الخاضع للتحكم عن طريق التطبيق، أو إعداد النظام الحالي على نحو يمنع تأثير أي ثغرة أمنية محتملة على تشغيله. وعند اختيار أي جهاز سيستخدم لجمع وتخزين معلومات عن حياتكم الشخصية وحياة عائلتكم، مثل جهاز مراقبة الأطفال، فمن الحكمة اختيار أبسط أنواع الموديلات المرتكزة على موجات تردد الراديو في السوق، جهاز قادر على بث تحذير صوتي فقط، دون الحاجة للاتصال بالإنترنت. في حال عدم توفر هذا الخيار، ننصحكم باتباع النصيحة الأولى وهي الاختيار بحكمة.

يمكنكم قراءة المقال بالكامل بعنوان: "التكيف مع عالم إنترنت الأشياء: كيفية استخدام الأجهزة الذكية والبقاء في مأمن من مجرمي الإنترنت" على الموقع: Securelist.com.

التكيّف مع عالم إنترنت الأشياء

خبراء كاسبرسكي لاب يكتشفون المزيد من مخاطر الأجهزة الذكية المنزلية
Kaspersky Logo