العثور على وظيفة أشبه بالمواعدة!

من أصعب الأمور في هذه الحياة العثور على نصفك الآخر، حيث أن كثير من علاقاتنا العاطفية تمر بالفشل، وتلك ليست مسؤولية الطرف الآخر دائماً، إذ أننا نخفق أحياناً في التعبير عن شخصيتنا الحقيقية، ونقول أشياء لا نقصدها أثناء اللقاء ونندم عليها لاحقاً، وذلك بسبب مشاعر التوتر والارتباك، ونبدأ بمعاتبة أنفسنا على تصرفاتنا وعدم قول الأشياء التي كنا ننوي قولها.

ويقارن كثير من مسؤولي التوظيف بين إيجاد المرشح المناسب للعمل بإيجاد النصف الآخر في العلاقات العاطفية، إذ أن هناك الكثير من العوامل المشتركة بين عملية التوظيف والمواعدة! وإذا أخذت كل شيء بعين الاعتبار، فقد تعثر على الوظيفة الصحيحة بأقل قدر ممكن من الارتباك والحيرة.

الموقع

أين تقابل الأشخاص بالعادة؟ في النادي أم في المناسبات الرياضية، أم عبر أصدقاء مشتركين؟ أم أثناء استمتاعك بهوايتك المفضلة؟ وبالمجمل، فإن أي مكان يحمل لك إمكانية لقاء شخص تبدأ علاقة معه، قد يحمل لك أيضاً إمكانية إيجاد فرصة عملك الجديدة. وكما أن طريقة ومكان تعرفك على الأشخاص يحدد لك من البداية نوعية العلاقة، سواء كانت علاقة عابرة سريعة، أم علاقة تحمل نوعاً من الاستقرار والاتزان، وكذلك الحال بالنسبة للعمل، فقد ينتهي بك الأمر بعمل متسرع غير مستقر، أو عمل قوي يدوم لفترة طويلة، بناء على المراجع الموثوقة، مما يقلل من أي مفاجآت غير متوقعة.

لذلك، فإننا في كاسبرسكي لاب نحرص على تطوير برنامج المرجعية الخاص بنا. هل تعرف أي أشخاص يعملون في كاسبرسكي لاب؟ إذا لم تكن تعرف، فابدأ ببناء شبكة معارفك الآن!

الانجذاب

تبدأ كل قصة حب بأول أمر جذب الشخص نحو الآخر، وما الذي دفعهم للرغبة بالحديث مع بعضهم البعض. وينطبق هذا الأمر تماماً على المسؤول عن التوظيف، وما الذي يجذبه نحو السيرة الذاتية. لا يجب أن تحرص فقط أثناء كتابة سيرتك الذاتية على توافقها مع متطلبات الوظيفة، إنما أن تعبر سيرتك عن حقيقتك، ولا تدعي أنك شخص مختلف عن حقيقتك، كي لا ينتهي بك المآل لشغل وظيفة لا تريدها.

إذا كنت مهتماً بشركة محددة، فاحرص على أن تعرف السبب: هل هي بيئة العمل؟ أم سمعة الشركة؟ أم فرصتك لتطوير مهنتك في هذه الشركة؟ وبإجابتك على هذا السؤال، ستكون متأكداً قبل إجراء المقابلة بأنك متوافق تماماً مع هذه الشركة. ويسمع مسؤولو التوظيف في كاسبرسكي لاب طيلة الوقت عن رغبة الأشخاص في الانضمام لكاسبرسكي بسبب بيئة العمل وفرص تطور المهنة. وقد يكون صحيحاً بأن بيئة العمل لدينا تتميز بالمتعة والمرونة، إضافة إلى إتاحة فرص التطور الوظيفي، إلا أننا أيضاً شركة تعمل بجهد كبير، وأحياناً لساعات طويلة. ونمنح موظفينا حرية اختيار المساق الأنسب لهم في العمل. هل أنت من النوع الذي يحتاج لإرشاد إداري مباشر؟ هل تمتلك شغفاً للعمل الذي تقوم بأدائه؟ موظفو كاسبرسكي لاب هم أشخاص شغوفون بأعمالهم، مما يجعل ساعات العمل الطويلة تمر بسرعة بالنسبة لهم، حتى أنهم يتمنون لو كان هناك ساعات إضافية يمضونها في العمل.

موعد القهوة

معظمنا خاض تجربة “موعد القهوة” الأول، والذي يكون لقاء خفيفاً، بعيداً عن أجواء الموعد الرسمي، ويهدف إلى تعرف كل شخص على الآخر، وإيجاد عوامل الانسجام المشتركة. أما “الموعد الحقيقي” فيأتي وقته بعد أن تتأكد من قدرتك على احتمال الجلوس مع الشخص الآخر لأكثر من ساعة. وفي حالة العمل، يمكنك اعتبار المقابلة الأولية على الهاتف بمثابة موعد القهوة، حيث أن مسؤول التوظيف يحدد في هذه المكالمة ما إذا كنت الشخص المناسب لإجراء مقابلة شخصية مع المدراء، ويتوجب عليك أيضاً بأن تكون متأكداً من أنك ستكون سعيداً بالانضمام لهذه الشركة.

الموعد الحقيقي

إنه عشاء ليلة السبت الذي يتبعه مشاهدة فلم في السينما، وهو ما يعادل المقابلة الشخصية في العمل، وهنا يجب أن تكون حريصاً على الظهور بكامل أناقتك، وكافة هذه التدابير. ويجب أن تحرص على أن تعرف عنهم بالقدر الذي يعملون فيه على التعرف عليك، واسأل نفسك باستمرار إذا كنت متوافقاً معهم؟ وإذا كان الجواب بالنفي، فعليك المضي قدماً، ولا تحاول إقحام نفسك بعمل لا يلبي احتياجاتك، إذ أن الأمر سينتهي بشكل فوضوي.

الاستعداد

بعد المرور بمراحل المواعدة فإن كلاكما يتفقان بأن هذه هي العلاقة المثالية، وهنا تأتي مرحلة العرض، وعليك أن تعرف ما الذي تحتاجه كي تكون سعيداً قبل التوقيع على السطر النهائي. افهم بشكل كامل توقعاتهم منك ومن عملك. هل مزايا العمل تبدو مقنعة بالنسبة لك؟ هل ستلبي احتياجاتك كموظف؟ وتذكر بأن لا شيء كامل في نهاية المطاف، إلا أن هناك عرضاً أقرب ما يكون للكمال والمثالية.

الرفض

لحظة الفراق هي الأصعب دائماً، إذ من الطبيعي أن تجرح مشاعرك عندما تكتشف بأنك مرفوض. وقد تقع أحياناً في الحب، لكن تكتشف بأن الطرف الآخر لا يبادلك نفس المشاعر. وإذا كانت الشركة مقتنعة بنسبة ١٠٠٪ أو ٩٥٪ بأنك لست الشخص المناسب للوظيفة، فلا بد من أن يكون هناك سبب لعدم إدراكك الأمر من جهتك. وقد يكون السبب أمراً لم يفصحوا عنه، كتحدي الشخصية، فعلى سبيل المثال فريق العمل ليس اجتماعياً، إنما أنت شخص اجتماعي للغاية. ومهما كان السبب، فلا تقلق، فمثلما أن فرص الحب موجودة دائماً، فأيضاً هناك وظيفة تنتظرك أيضاً، وبلا شك فإنها تستحق كل الصبر والإصرار منك.