تم إطلاق اسم (زيرو نايتس) على مؤتمر الأمن التقني الثالث؛ حيث ازدهر هذا المؤتمر سريعًا وأصبح من أكبر المناسبات والفعاليات الأمنية في روسيا. وقد انطلق المؤتمر الأول في مدينة سانت بطرسبورغ في عام 2011؛ حيث تم تقديم العروض التقديمية من قِبَل المتحدثين المحترمين مثل: دافا آيتل، وزا جروجك. وفي هذا العام، استضاف زيرو نايتس أكثر من 800 زائرًا من بينهم عددٌ قليلٌ من المتحدثين باللغة الإنجليزية. ولا عجب في أن العروض التقديمية الخاصة بالناطقين بالروسية، كانت مُتَرجَمَةً في الوقت ذاته باللغة الإنجليزية للجميع.
وقد أصبح من الشائع للغاية، الربط بين القراصنة ومجرمي الإنترنت، إلا أن هذا الربط يُعَد خطأً جسيمًا وفادحًا؛ حيث توجد القراصنة ذووا القبعات البيضاء، وهم فئةٌ من القراصنة يستخدمون معرفتهم وخبراتهم في عمل الخير على نحوٍ جيد، بينما توجد فئةٌ أخرى تُدعَى القراصنة ذووا القبعات السوداء، وهي الفئة التي تشن الهجمات الخبيثة؛ من أجل تحقيق الربح غير المشروع. وعلى الرغم من صعوبة التمييز بين لون قبعة كلٍّ من الفئتين، فإن الأشخاص الذين حضروا المؤتمر كانت لديهم الفرصة لتَعَلُّم كيفية استخدام قواهم وصلاحياتهم بشكلٍ مسؤول. وفي المؤتمر، يوجد ركنٌ خاصٌّ يُسَمَّى بـ “الهدوء والاسترخاء”؛ حيث يستطيع السادة الحاضرون الاستماع إلى كلماتٍ من الحكمة، من قِبَل السيد يودا حول الخير والشر.
كان الشيء الأفضل الذي أعجبني حول هذا المؤتمر، هو القيود المفروضة على العروض التقديمية الخاصة بالنشاطات التسويقية والتجارية، وترتب على هذا الأمر وجود بعض الدعابات والطرائف؛ حيث حاول أحد الأشخاص أن يكسر القاعدة مما أدى إلى تعَرُّضه للمشاكل. وقد تم في صمتٍ رسم شكلٍ لجسمٍ بشريٍّ بخطوطٍ بيضاء على أرضية المسرح؛ ليُذَكِّر المتحدثين بعدم تكرار خطئه.
وقد ساعد هذا الأمر في زيادة قيمة المحتوى التقني بالنسبة لجميع الحضور، وقُدِّمت حملة التجسس الإلكتروني “الضباب الجليدي” (Icefog cyber-espionage campaign). وكان العرض التقديمي مرنًا للغاية، وطرح سؤالًا حول ما إذا كان الأشخاص يريدون الاسترخاء، أو الحصول على محتوى تقني أقل، أو الاستغراق والإسهاب مرةً أخرى في التفاصيل التقنية. خمنوا ماذا حدث؟! كنت مندهشًا وسعيدًا لرؤية أن 80 – 90% من الجمهور، يرفعون أيديهم لتقديم المزيد من المواد التقنية في نهاية اليوم.
يُسعدني أن أشكر المنظِّمين (خبراء الأمن الرقمي والبرمجة)؛ لإعطائي فرصة التحدُّث في مؤتمر زيرو نايتس، وإنني أتطلع إلى حضور هذه المناسبة في العام المقبل.
في حين أنني غالبًا ما أسمع في رحلات العمل إلى البلدان الأخرى سؤالًا، هو: “هل يوجد أي مؤتمرٍ دوليٍّ للأمن على مستوى جيد في روسيا؟” ـ فإنني الآن لدي خيارٌ جيدٌ أستطيع أن أوصي به.