سبق لنا أن رأينا الصور التي تزدحم فيها صفوف المتقدمين لوظيفة محددة، كما سبق أن شاهدنا إعلانات موقع لينكد إن حول وظيفة معينة بأنها تحتل مركزاً متقدماً في الطلبات، وأيضاً في كاسبرسكي لاب فإننا نواجه هذا النوع من الطلب.
“هل تجدر بك المحاولة للتقدم لوظيفة عليها هذا القدر الكبير من المنافسة؟!” قد يقفز هذا السؤال إلى ذهنك، والإجابة طبعاً هي نعم، إنما عليك أن تضع في ذهنك بعض النقاط التي تكفل لك تميزك عن بقية المتقدمين.
تقدم بطلب إلى الوظائف التي تتوافق مع مهاراتك
قد يبدو الأمر مفروغاً منه، إلا أن أي مسؤول عن التوظيف سيخبرك بأن أكثر من 50% من الطلبات التي تصله لا تمت بأي صلة لمتطلبات الوظيفة. ويوصي الكثير من الأشخاص الباحثين عن العمل بتقديم الطلبات لكل الوظائف، فقد يلاحظ أصحاب الشركات أمراً آخراً في السيرة الذاتية للمتقدم، يدفعه للتواصل معه، إلا أن هذا المبدأ لم يعد قابلاً للتطبيق. حيث يلجأ بعض المسؤولين عن التوظيف إلى أسلوب “أضف اسم المتقدم هنا”، لأن هناك أشخاصاً يتقدمون بالطلب لكافة الوظائف المعلنة، فلا تكن من هؤلاء الأشخاص!
تأكد ما إذا كانت مهاراتك تتفق مع متطلبات الوظيفة، وخبرتك العملية مناسبة، فإذا لم تكن مهاراتك مناسبة، امنح الفرصة لغيرك من المتقدمين كي يعرضوا خبراتهم الأنسب، أما إذا كنت الشخص المناسب، فلا تتردد للحظة!
تعلم التوازن
غالباً ما أؤكد على أهمية التوازن في كل مكان، فعلى سبيل المثال من المهم أن تتعلم كيف تكون متوازناً في المكتب، فلا تكون الشخص “العدائي”، ولا تكون دائم السخرية وبعيداً عن الجدية في نفس الوقت. فالشخص الذي يتقدم بالطلبات لكل الوظائف، ويتواصل مع كل الأشخاص، يكون من المعروف بأنه عديم القدرة على اتخاذ قرار، ولا يعرف الوقت المناسب للانتقال من وظيفة إلى أخرى. ولكنك يجب أن تعرف بالتحديد ما الذي تريده، ولماذا تريده، وتعرف كيف “تبيعه” للشركة. ويقدر المسؤولون عن التوظيف هذا الشغف بشكل كبير، وحتى لو لم تحصل على الوظيفة التي تريدها، فتأكد بأنك في هذه الحالة ستكون على قائمة انتظار المسؤول عن التوظيف، وسيتواصل معك مباشرة في حال توفر وظيفة شاغرة مناسبة لديه.
كن اجتماعياً
هل تعرف أحداً يعمل في كاسبرسكي لاب أو أي من الشركات التي تتطلع للعمل بها؟! إذا كان الأمر كذلك، فاستغل معارفك لمصلحتك. وإذا لم تكن تعرف أحداً بعد، فابدأ بتشكيل سلسلة معارفك الآن! إذ أن امتلاكك حلقة من المعارف هي أسهل وأسرع طريقة كي يلاحظك المسؤولون عن التوظيف، لذا استغل الأمر لصالحك. ولكن تذكر نقطة التوازن هنا، ولا تبالغ بالأمر! فعلى سبيل المثال لا زلت أحتفظ بصلتي مع أشخاص تقدموا بطلبات للوظائف تعاملت معهم منذ ما يزيد عن عشر سنوات، وقد ساعدوني بالعثور على مرشحين ممتازين للوظائف، كما ساعدتهم بإيجاد الوظائف المناسبة، سواء كان في نفس الشركة التي أعمل بها، أم في شركات يعمل بها أصدقاء لي.
كن إيجابياً
وهذه النقطة مهمة تحديداً للأشخاص الذين يبحثون عن وظائف جديدة باستمرار، إذ عن عملية البحث اليومية عن الوظائف تعتبر مرهقة، وقد تؤثر على ثقة أي شخص بنفسه وقدراته، لا سيما إذا كان هناك ما يزيد عن ال٣٠٠ متنافس آخر متقدمين بالطلب لنفس الوظيفة، ويريدونها بنفس القوة والرغبة! ولكن تذكر بأنهم قد لا يملكون الخبرات المناسبة، أو حلقة المعارف بين المسؤولين عن التوظيف. ومهما بلغت صعوبة الأمر، فعليك أن تذكر نفسك باستمرار بقيمتك كمحترف، وأفضل طريقة لتحقيق هذه الغاية هي التدرب على إجراء المقابلات أمام المرآة، أو بالاستعانة بصديق، والإجابة على كافة الأسئلة الاعتيادية المتوقعة التي قد يطرحها المسؤول عن التوظيف “وأنا متأكد بأنك تعرف هذه الأسئلة”. سيساعدك هذا التدريب في مقابلاتك القادمة، ويذكرك بكافة الأشياء الرائعة التي تملكها، والتي تستطيع توفيرها لشركتك المقبلة.