مدير وكالة الأمن القومي ينفي التجسس على المواطنين الأوروبيين

نفى مسؤولو الاستخبارات أمام اللجنة الدائمة للاستخبارات في مجلس النواب الثلاثاء جمع سجلات الهواتف الخاصة بالمواطنين في فرنسا وإسبانيا وإيطاليا، وفقًا لأحدث التقارير التي بثتها وسائل الإعلام في تلك الدول.

هذا وقد صرَّح الجنرال كيث ألكسندر، مدير وكالة الأمن القومي، “أن ما قد جاء نشره على صفحات صحيفة لوموند الفرنسية، و” إل موندو” الإسبانية، و “لي بريسوا” الإيطالية عارٍ تمامًا عن الصحة، وأضاف ” أن هذه اللقطات التي تم الاستشهاد بها كدليلٍ على صحة تلك المزاعم الخاصة بعملية جمع البيانات هذه صادرة عن أداة إدارة البيانات، وأن تلك الصحف لم تتفهم ما كانوا يسعون لتحقيقه جراء ذلك، حيث تحتوي هذه الأداة وتعرض البيانات الوصفية. فهذه البيانات تم تجميعها وتقديمها لنا من حلفائنا الأجانب، وهذا يوضح أنها ليست بيانات قمنا بجمعها وتخص المواطنين الأوروبيين، لكنها بيانات قمنا بجمعها نحن وحلفاؤنا في الناتو للدفاع عن بلداننا ولدعم عملياتنا العسكرية .”

ووصلت تسريبات سنودِن إلى ذروتها عندما طفت على السطح بعض الادعاءات التي تزعم قيام وكالة الأمن القومي ” إن سي أيه” ووكالة الاستخبارات الأمريكية ” سي آي أيه” بالتجسس على قادة الدول الأجنبية من بينهم المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل.

وخلال إدلائه بشهادته أمام اللجنة قال جيمس كلابر مدير الاستخبارات القومية، أن هذا جزءٌ لا يتجزأ من العمليات الاستخباراتية مضيفًا أنه شيءٌ بديهي تعلمه في المدرسة عام 1963..

أضاف كلابر: ” أن خطط ونوايا القادة والزعماء الأجانب أمرًا شديد الأهمية ينبغي علينا معرفته، وهذا تقليدٌ قديم لدينا في الوكالة منذ أن التحقت بها، فنوايا هؤلاء الزعماء تُعد من الركائز الأساسية التي نعكف على جمعها وتحليلها .”

“إننا نرصد ونراقب قادة الدول الأجنبية وهذا إجراء متبع أيضًا من حلفاء الولايات المتحدة؛ حيث يقومون بنفس تلك الأنشطة ضد القيادة الأمريكية” صرح بذلك كلابر أثناء إدلائه بشهادته أمام اللجنة .”

وجه رئيس اللجنة السيناتور الجمهوري مايك روجرز (عن ولاية ميتشجان) سؤالاً إلى ألكسندر وطالبه بالمصداقية حول تورط حلفاء الولايات المتحدة في التجسس عليها، فأجاب ألكسندر: “بالتأكيد” مضيفًا أن هذا الأمر لم يتوقف بعد.

كما أوضح كلابر أن التجسس على قادة الدول الأجنبية، من بينهم الحلفاء، يساعد الولايات المتحدة في معرفة ما إذا كانت سياسات وأفعال حلفاؤها متوافقة مع سياستها.

وأضاف: ” إنه لأمر بالغ الأهمية ولا يقدر بثمن أن نعرف ما الذي تقوم به تلك الدول، وما السياسات التي تخطط لها، وكيف يمكنهم التأثير علينا في العديد من القضايا “.

مرةً أخرى يوضح كلاً من كلابر وألكسندر أن ما يقوما به من أفعال يخضع للرقابة التي ليس لها مثيل حول العالم، كما أضاف ألكسندر أن وكالة الأمن القومي تنتوي توظيف أحد ضباط الخصوصية والحرية المدنية، الأمر الذي من شأنه أن يضيف مزيدًا من الرقابة والقيود على أفعالهم وجهودهم.

يقول ألكسندر: “إننا نوَدُّ أن نوضح أن أبوابنا مفتوحة ونعير اهتمامًا كبيرًا بالشفافية ونأخذها على محمل الجد، وهذا يُعد خطوة كبيرة للأمام وأمامنا الكثير لنقوم به على صعيد توفير المعلومات للصحافة .”

كما تم سؤالهما حول الافتقار إلى الشفافية المتمثل في عدم إبلاغ ” الكونجرس” بالتنصت على المكالمات الهاتفية لقادة الدول الأجنبية وفقًا لما يشترطه وينص عليه قانون الأمن القومي الصادر في العام 1947. ومع ذلك، فإن كلابر أوضح أن تلك الجهود الاستخباراتية تُطبق روح ونَص القانون.

تم عقد جلسة الاستماع اليوم بموجب قانون مراقبة الاستخبارات الأجنبية الذي يُنتظر تعديل بعض بنوده. دافع ألكسندر عما تقوم به وكالة الأمن القومي من أعمال، نافيًا تلك التسريبات التي كشفها إدوارد سنودِن الذي وصفه بالخائن والذي يسعى لتدمير وتقويض قدرة الولايات المتحدة في محاربة الإرهابيين.