في ٢٥ أكتوبر ٢٠٠١ أطلقت مايكروسوفت نظامها التشغيلي الجديد: ويندوز XP. وخلال ثلاثة أيام فقط، تمكنت من تحقيق مبيعات فاقت 300,000 نسخة، إذ أن نظام التشغيل الجديد تضمن عدداً من الميزات الخاصة، منها تعديل واجهة GUI، وبرنامج CD مدمج، ونوع خط يتلائم مع شاشات LCD، وجهاز عرض للصور والفاكس، وخاصية تحويل المستخدم بسرعة، إضاقة إلى عدد من الميزات الأخرى. وحصلت كل هذه التغييرات الجذرية تحت غطاء نظام تشغيل ويندوز الجديد XP، اعتماداً على بنية ثابتة وآمنة مختلفة عن ويندوز 95، 98. وأصبح نظام التشغيل هذا بفضل المزيج المتكامل من البنية الثابتة والإضافات المتقدمة النظام المثالي لمايكروسوفت لحقبة زمنية قادمة. وقد مددت مايكروسوفت الدعم لنظام XP لمدة 12 سنة بدلاً من فترة العشر سنوات المعتادة، وأطلقت ثلاث حزم خدمة أساسية لتطوير نظام التشغيل بشكل مستمر. ولكن، لكل شيء نهاية، وبالنسبة لنظام XP فإن وقت النهاية هو اليوم 8 أبريل 2014.
نهاية كل شيء؟
“نهاية الدعم الممدد” أعلنت مايكروسوفت رسمياً اليوم، ولكن ماذا يعني هذا الإعلان؟ لقد مضت سنوات لم تقم خلالها مايكروسوفت بإضافة أي تعديلات جديدة لنظام XP، ولقد وجدت اليوم مجموعة كبيرة من البرامج الحساسة للهجمات والتهديدات الأمنية، ورغم أنك تستطيع استخدام النسخ الجديدة، إلا أنها لن تكون متوفرة في المستقبل، مما يعني عدم التصدي لأي اختراقات أمنية تحصل بها، وهذه العوامل تجعل جهازك في خطر كبير للتعرض لهذه الهجمات.
XP Apocalypse
يرمز هذا الاسم للمشاكل التي يتوقع بعض الخبراء حصولها في نظام التشغيل وبعض البرامج التي تعمل على XP، وبحسب NCR، وهي منتجة ماكينات الصرف الآلي، فإن XP يستخدم بنسبة 95٪ في هذه الماكينات، وفقط واحدة من كل ثلاثة أجهزة قامت بالتحويل إلى نسخ أحدث من أنظمة التشغيل.
ويعتبر مصير هذه الأجهزة مصدر قلق كبير، لا سيما مع حجم التهديدات الأمنية المتوقعة. وعندما قامت مايكروسوفت بإطلاق مجموعة جديدة من البرامج في تحديث مايو القادم لويندوز 7 و8، فمن المتوقع بأن يقوم المقرصنون بتحليل هذه النسخة وإيجاد أنواع المشاكل التي يمكن تطبيقها أيضاً على XP، والتي لن تتمتع برفاهية التحديثات المعتادة. لذا سيجد المقرصنون طرقاً جديدة لإصابة الأنظمة التي تعمل بXP، وقياساً على ذلك، فإن حجم الأضرار التي يمكن إصابة ماكينات الصرف الآلي التي تعمل بنظام XP، والمعدات الطبية، وغيرها من الوسائل المشابهة يعتبر كارثياً!
وقد تكون الشركات التي وقعت على اتفاق تمديد الدعم التقني مع مايكروسوفت محتاطة هذه الفترة، ولا يوجد سعر ثابت لهذا الأمر، إنما وفقاً لبعض المصادر، فقد تبلغ التكلفة السنوية لخدمة دعم XP من ستمائة ألف إلى 5 ملايين دولار، وبالنسبة للشركات ذات الإمكانيات المحدودة، تعتبر هذه الأرقام غير عملية.
النهاية قريبة
قد يتذمر البعض من عدم قيام مايكروسوفت بتحديث نظام التشغيل البالغ من العمر ١٠ سنوات لمدة خمس سنوات إضافية دون أي رسوم. إلا أن الحفاظ على XP يصبح أكثر صعوبة وتحدياً، وذلك باختصار لأنه لم يكن مصمماً بالأساس كي يكون قادراً على التعامل مع التهديدات الأمنية هذه الأيام. فبحسب إحصاءات مايكروسوفت، فمن بين كل 1000 نظام يخضع لفحص مقاومة الفيروسات، فإن 9 أصابت الأنظمة التي تعمل على XP. ويعادل هذا الرقم ضعف رقم أجهزة ويندوز 7، وأربعة أضعاف رقم أجهزة ويندوز 8. لذا فلن يبدو الأمر كمفاجأة لدى معرفة أن نظامي 7 و8 تم إنشاؤهما في القرن 21، عندما كانت مشاكل المقرصنين حقيقية، والتي كانت تؤخذ بعين الاعتبار لدى تصميم هذه البرامج. بينما كان ويندوز XP دائماً تحت الخطر، حتى مع وجود حزم الدعم الأمني. وقد تم اكتشاف 726 نقطة ضعف خلال سنة من عمليات XP، مع 10 فقط خلال سنة الإطلاق، و101 في 2011.
التعايش مع XP
لا تخطئ الظن باعتقاد أن ماكينات الصرف الآلي هي وحدها التي تعتمد على نظام تشغيل XP، فحسب أحدث تقرير من NetMarketshare فإن ٢٧٪ من أجهزة الكمبيوتر لا تزال تعمل على نظام XP، وهي أقل بنسبة 10٪ من السنة الماضية، إلا أن الأشخاص الذين يرفضون وداع XP يسيرون على نفس المركب، وهو مركب كبير بصراحة، فهل تغلي بهم جميعاً؟
لا يوجد شيء أفضل من التحديث، فإذا كان التحويل إلى نظام تشغيل أحدث وأكثر أمناً متاحاً، فلا تتردد بهذا الأمر.
بالنسبة للأشخاص الذين يصرون على تشغيل نظام XP، فعليهم تحميل حزمة متكاملة من التحديثات عبر تحديثات ويندوز.
معظم التهديدات تأتي عبر الشبكة، لذا نوصي كافة الأجهزة التي تعمل بنظام تشغيل XP بفصل الشبكة كلياً، أو على الأقل تحديد اتصال الإنترنت.
يتوجب على منتجات مايكروسوفت للانترنت مثل انترنت اكسبلورر، وويندوز ميل وغيرها التنحي جانباً لتطبيقات الجهة الثالثة، مثل جوجل كروم وموزيلا فاير فوكس.
يجب إلغاء تشغيل فلاش وجافا، وإذا كانت ضرورية لعمليات الجهاز، فيجب إلغاء التشغيل الفوري لهذه التطبيقات على الأقل، وينطبق نفس الأمر على أدوبي ريدر، بما أن ملفات PDF تقوم عادة بإبطاء نظام التشغيل.
الحماية من البرامج الخبيثة هي أمر حساس، ولا تعتبر برامج مقاومة الفيروسات الاعتيادية كافية، إذ يجب تطبيق أقوى حلول الأمن ضد كافة أنواع التهديدات. وبتواضع تام فإننا ننصحكم ببرنامج Kaspersky Internet Security، بسبب تميز منتجاتنا بخصائص كثيرة، إضافة لأعلى جودة بكشف التهديدات، وسيستفيد مستخدمو XP من خاصية automatic exploit protection، والتي تلتقط نقاط الضعف في التطبيقات وتحميها من البرامج الخبيثة. والجزء الثاني من وسيلة الحماية الذكية هي تكنولوجيا درع ZETA والقادرة على تمييز الرموز المزيفة في المواقع غير المحددة، كالملفات الجرافيكية أو ملفات Office.
ولضمان حماية إضافية، فمن المنطقي تخفيض عدد التطبيقات المتاحة وحصرها بالبرامج الموثوقة ضمن قائمة محددة، وحجب أي برنامج خارج هذه القائمة، وتتوفر هذه الخاصية في حزم الحماية للبيت والأعمال.
وهناك حقيقة مهمة أخرى لمستخدمي XP، فعلى عكس مايكروسوفت، فلن تتوقف كاسبرسكي لاب عن دعم الأنظمة التي تعمل مع XP. وعلى الأقل خلال السنتين القادمتين، فستكون المنتجات الحالية والقادمة متوافقة مع XP، لحماية المستخدمين من أحدث التهديدات.