٥ دروس تعلمتها من قرصنة بطاقتي الائتمانية

في صباح أحد الأيام التي كنت مستعجلاً بها للحاق بعملي، حصلت مشاكل كبيرة: وصلتني رسالة نصية تنبهني بخصم ٨٠ دولار من بطاقتي الائتمانية لعملية شراء لم أقم بها مطلقاً.

ما الذي فعلته بعد ذلك؟ قمت بإيقاف بطاقتي، وأرسلت طلباً إلى البنك، وحصلت على بطاقة جديدة. وفي النهاية حلت جميع مشاكلي وحصلت على نقودي من جديد، وذلك بسبب رد فعلي السريع، ولكن النقطة المهمة هي الدروس التي استفدتها من هذه التجربة.

الدرس الأول: الاستجابة السريعة هي أهم ما في الأمر

وينطبق هذا الأمر على أي بنك في العالم: كلما تحركت بسرعة أكبر وأثبتت بأنك تعرضت للقرصنة، كلما زادت فرصتك باسترجاع نقودك. وكي تنجح في الأمر، عليك ضمان الحصول على إشعارات من البنك حال حصول أي تحويل مالي بأقصى سرعة ممكنة، عبر الرسائل النصية.

كما تعتبر الرسائل الإلكترونية أمراً لا بأس به، والتعقب الدقيق لتقارير البنك الشهرية هي المحاولة الأخيرة إذا لم تكن تملك خيارات أفضل. في حالتي تلقيت رسالة نصية، فلم أحتج إلى أكثر من ٥ دقائق لإيقاف البطاقة والإبلاغ عن عملية التحويل غير الشرعية في نفس اليوم.

الدرس الثاني: كل أنواع التأمين مفيدة

كل مستوى إضافي من الحماية يصعب المهمة أمام المحتالين لتحقيق أهدافهم، وبالتالي يقلل من حجم خسائرك. ولهذا، عليك إتاحة حماية ثلاثية الأبعاد (الرمز الأمني لبطاقة ماستر كارد، مفعل من قبل فيزا) لكافة الدفعات الإلكترونية، وتفعيل خاصية التحقق المزدوج في المعاملات الإلكترونية المالية، واختيار أجهزة تدعم الشريحة والرمز، ورفض التعامل مع الآلات التي تتطلب فقط السحب والتوقيع.

إجراء عمليات الدفع الإلكترونية فقط على شبكات واي فاي الآمنة، وتثبيت برنامج مقاومة فيروسات فعال على جهازك. وإضافة إلى ذلك، يعتبر التأمين مفيداً، إذ يمكن تفعيل هذه المنتجات مع أي بطاقة بنك.

وقد طبقت كل هذه المعايير معاً، فربما كانت هناك محاولات للمحتالين لسرقة النقود من بطاقتي من قبل، ولكنني لم ألحظها لأن تلك المحاولات لم تكن مثمرة.

الدرس الثالث: الاحتياط لا يعالج كل شيء

للأسف، فإن ثقة المحتالين بقدرتهم على اختراق كافة المعايير الأمنية قد تكون في محلها. لذا فإن كافة المعايير التي ذكرتها سابقاً لا يمكنها أن تحميك بشكل كامل، وأكثر طريقة فعالة لتوديع مالك الذي تعبت في تحصيله عبر سحب النقود من أجهزة الصراف الآلي ببرنامج احتيال مثبت من قبل المجرمين، أو عبر تنفيذ دفعات إلكترونية على جهاز مصاب. وفي الحالة الأولى، يقوم المجرمون بنسخ بيانات البطاقة لسحب النقود، أما في الحالة الثانية سينفقون نقودك إلكترونياً.

وطالما كنت حريصاً بشأن بطاقاتي، لذا فإن الاحتمال الأكبر هو أن أقع ضحية لهجمات أكثر تعقيداً. وكما تعلمنا هذه السنة، فإن استخدام بطاقتك الائتمانية للدفع في المتاجر الكبرى قد يكون خطيراً بشكل كبير، وخاصة إذا أصاب تروجان معين أنظمتهم. وينطبق هذا الأمر تحديداً على المتاجر الأمريكية، لأنها تستخدم غالباً أجهزة نقاط بيع منتهية الصلاحية. وكانت بطاقتي تستخدم بشكل دوري في الولايات المتحدة، وكان من المتوقع أن تقع ضحية هناك لبعض الحيل.

وهناك خيار إضافي لا يمكن تجاهله، وهو تسرب بيانات الدفع من أحد التجار على الإنترنت. وأنا أملك حماية ثلاثية الأبعاد على بطاقتي، إلا أن المجرم تمكن بطريقة معينة من تعقب المتجر، الذي استخدم نظام دفع منتهي الصلاحية بدون دعم أمني ثلاثي الأبعاد، ولذا تسبب باختصام المال من بطاقتي.

الدرس الرابع: استخدام حيل البطاقة الائتمانية هي جريمة منظمة

بعد إيقاف بطاقتي، لم يكن لدي سبب للقلق لأسبوع، ولكنني تلقيت رسالة نصية تنبهني لمحاولة جديدة لخصم المال من بطاقتي من أحد المتاجر الأمريكية الإلكترونية، وفي أيام لاحقة أيضاً. وخلال أسبوع كان هناك محاولة أخرى، وتلقيت تنبيهاً بشأن محاولة تنفيذ دفعة في متجر في المكسيك.

وكانت كل المحاولات في النهاية غير ناجحة بسبب إيقاف البطاقة. وهذا يعني بأن الشخص الذي سرق بيانات بطاقتي قام بإعادة بيعها لعدة أشخاص (ربما على شكل نموذج ضمن قاعدة بيانات تضم ألاف بيانات البطاقات الأخرى)، وحاول كل منهم استغلال الأمر مرة تلو الأخرى.

الدرس الخامس: املك خطة بديلة دائماً

ومزيد من الخطط البديلة، ففي حالتي لم يحصل خطر فعلي، وحتى لو لم أتمكن من استرداد نقودي لما كانت مشكلة كبيرة.

“سرعة الاستجابة أهم ما في الأمر لدى قرصنة بطاقتك الائتمانية”

Tweet

ومن ناحية أخرى، خسر بعض أصدقائي كمية كبيرة من أموالهم بسبب حيل مشابهة، وبعضهم واجه هذه المواقف أثناء إجازاتهم، ولم يتبق معهم أي مدخرات لتغطية أي نفقات فورية كالطعام أو الأجرة.

ولتجنب مثل هذه المواقف، فمن الأفضل أن تملك بطاقتين على الأقل، أو يفضل ثلاث أو أربع بطاقات. استخدم أنظمة مختلفة للدفع، وأصدر بطاقات من بنوك مختلفة، ووزع مدخراتك بتوازن. ويجب أن تستخدم بطاقة محددة فقط لإجراء الدفعات الإلكترونية، ويجب أن تتجنب تخزين كميات كبيرة من المال عليها. ومن الخيارات المريحة البطاقات الافتراضية المصدرة من قبل عدة بنوك خصيصاً للدفعات الإلكترونية.