تغيرت مؤخراً نبرة الحديث حول السيارات المتطورة بلا سائق. وبدأت وسائل الإعلام هذه السنة بمناقشة أبعاد هذه الظاهرة، ويبدو بأننا سنضطر في المستقبل لتوديع مظهر السيارات التقليدي.
ولا بد أن نناقش أبعاد هذه الظاهرة، في حال حدوثها:
دراجة بسرير مزدوج
إذا كان روبوت يتولى قيادة سيارة، فيتوجب على الركاب تسلية أنفسهم، ولا يعتبر هذا الأمر مشكلة للركاب العاديين، بالنظر إلى الأجهزة الإلكترونية الحديثة، والمنتشرة بكثرة.
إلا أن هناك مشكلة أخرى، ففي حال عدم قيادة الشخص للسيارة، ترتفع احتمالية إصابته بالمرض، فوفق دراسة أجرتها جامعة ميتشغان، فإن نسبة 6٪ إلى 10٪ من البالغين الأمريكيين يتعرضون لحالات مرضية مختلفة في حال ركوبهم سيارة بلا سائق.
وتحصل هذه المشكلة عادة بسبب الصراع بين الإشارات التي يتلقاها العقل عبر الرؤية، والنظام الدهليزي. وتضاعف أنشطة مثل القراءة أو مشاهدة فيديو وما إلى ذلك من هذا الأثر. بينما تؤدي مراقبة الطريق والنوم إلى العكس، كما لاحظ كل من مايكل سيفاك وبراندون شويتلي، وهما المسؤولان عن هذا البحث.
Driverless cars: how to have breakfast while steering https://t.co/2QEjt8GLmx pic.twitter.com/Qyx2HbMfgq
— Eugene Kaspersky (@e_kaspersky) December 15, 2014
لذا فإن خيار متابعة صفحة فيسبوك، أو مشاهدة التلفاز أثناء الركوب في السيارة لن يكون متوفراً للجميع، كما سيكون من الصعب تأمل الطريق أثناء تولي الروبوت مهمة القيادة بثبات. وبالتالي، فإن الخيار الوحيد المتبقي هو النوم، إلا أن السيارات الحديثة غير ملائمة لهذا الخيار، وذلك بحسب الكثير منا ممن حاولوا النوم في هذه السيارات. وبالتالي فإن الخيار الوحيد هو تغيير التصميم الداخلي للسيارة، أو أخذ الدواء المناسب للأمراض.
القيادة الثابتة والبطيئة تفوز في السباق
ستسير السيارات بلا سائق بسرعة أبطأ من السيارات المعتادة، وبالتالي من الطبيعي أن يتم إنشاء مسارات مخصصة لهذه النوعية من السيارات، وذلك وفق جاريد فيكلين، الكاتب في شركة فاست.
وهناك سببان للإسراع في القيادة ومخالفة قوانين السير، أولاً يعود الأمر إلى عاداتنا بقلة الانضباط والالتزام بالمواعيد، وتأجيل كل شيء إلى اللحظة الأخيرة. وثانياً، فإننا نقوم بهذا الأمر لتعويض الوقت الضائع في عملية القيادة غير المنتجة.
#السيارات بلا سائق: ٥ أبعاد غير واضحة
Tweet
ويتوجب على السيارات الاوتوماتيكية بشكل كامل معالجة هاتين المشكلتين، فما مدى أهمية مكان عملك على اللاب توب سواء من المكتب أو على الطريق “في حال عدم مرضك بالطبع”؟ إلا أن الإنسان بطبيعته عجول، ولن يسير الروبوت بنفس السياق، وإلا فإننا سنواجه احتمالية كبيرة للإصابة بالنوبات القلبية، وبالتالي لن يكون هناك بديل عن إنشاء مسارات مخصصة لهذه النوعية من السيارات.
تحديات التنقل
عادة ما يشتت نظر السائقين المتهورين مشهد مثل نساء يعبرن الطريق، مما يؤثر على سلامة بقية الأشخاص الذين يمرون، إلا أن بحثاً آخراً أجراه سيفاك وشويتيل يتساءل حول صحة هذا الاستنتاج.
ويرجع الأمر إلى الفترة الانتقالية عبر العقود، حيث يستغرق تجديد معدات السيارة وقتاً طويلاً، حتى في الولايات المتحدة، فمتوسط عمر السيارة هو ١١.٤ سنوات، كما يجب الأخذ بعين الاعتبار أصحاب الطراز القديم الذين يرفضون استخدام السيارات الحديثة بلا سائق.
Car #hacking is back & Charlie Miller & Chris Valasek no longer have to plug into cars to make them do their bidding. http://t.co/ooanZij7mc
— Kaspersky (@kaspersky) August 7, 2014
ويعتقد الباحثون بأن تفاعلات البشر مع الروبوتات على الطريق قد تؤثر بشكل سلبي على السلامة على الطريق، وفي معظم الحالات فإن الأمر يعتمد على مدى قدرة السائق العادي على توقع تصرفات السائقين الآخرين.
وتثبت الدراسات بأن الحوادث التي يكون فيها كلا السائقين من الرجال أقل من تلك التي تكون فيها السائقتين من النساء، وقد يرجع هذا الأمر إلى مدى قدرة توقع تصرفات السائقين من الرجال. إنما ليس هناك قدرة على توقع تصرفات الروبوتات بناء على الذكاء البشري، حتى لو كان الاثنان يقودان ضمن مسارات مختلفة.
سائقو التاكسي ضد الأمر
يفضل الكثير من الأشخاص ممن يعيشون في المدن الكبيرة خيار مشاركة سيارة بدلاً من امتلاك واحدة، والتي يزداد ثمن امتلاكها. وفي مرحلة ما ستصبح سيارات الأجرة الآلية أقل تكلفة من سيارات الأجرة المعتادة، حيث لن يتوجب عليك الدفع للروبوت.
#CES2015: Four Key Tech Trends: https://t.co/bw158RiNGK #drones #security #smarthome pic.twitter.com/Bl6E6EpSQM
— Kaspersky (@kaspersky) January 14, 2015
وأخيراً، عندما تفقد متعة القيادة، فستفقد السيارة سحرها الخاص، وما يتعلق بها من أجزاء الرفاهية.
وقت الاصطفاف
وبعيداً عن ضبابية الصورة، لنركز على إيجابيات السيارات بلا سائق.
عدم كمال البشر يدفعنا إلى ضرورة اتخاذ مسافة أمان بين السيارات لدى القيادة بسرعة. أولاً، ستتمكن السيارات من الاصطفاف بالتصاق أكبر، حيث يمكن إنزال السائق والركاب في وقت سابق ضمن أماكن أكثر راحة. ثانياً، فقد تزيد ارتفاعات المواقف، وهو أمر لا يشكل أي مشكلة للروبوتات. ثالثاً، يعد الاصطفاف في وسط المدينة أمراً غير ضروري على الإطلاق، حيث تقوم السيارة بإنزال الراكب والمغادرة فوراً إلى مكان اصطفاف ملائم أكثر.
وأخيراً، ستمنحك السيارات بلا سائق رفاهية نسيان الانتظار ضمن أدوار لغسيل السيارة أو تعبئة البنزين، حيث سيتكفل الروبوت باختيار أفضل وقت خلال منتصف الليل للقيام بهذه المهمات.
ونحن في هذه الدراسة لا نحاول اختزال المستقبل، إذ أنه متغير بطبيعة الحال بناء على عدد من العوامل المختلفة، ويعتمد على اختلاف المناطق أيضاً.