نشر مكتب محاسبة حكومة الولايات المتحدة الأمريكية مؤخراً تقريراً يحذر من إدارة الطيران الاتحادية بمواجهة الطيران لتحديات أمنية ضمن “ثلاث مناطق” على الأقل، بما يتضمن حماية الكترونيات الطيران المستخدمة لتشغيل وإدارة الطائرات. وفسر الإعلام هذا الكلام بالقول: “يمكن قرصنة الطائرات الحديثة عبر شبكة واي فاي على متن الطائرة”، ولكن، هل الأمر فعلاً بهذا المستوى من الخطورة؟
نملك تصريحاً مفصلاً من أندريه نيكشين، رئيس المشاريع التقنية المستقبلية في كاسبرسكي لاب، حول هذه المسألة المعقدة:
“بصفتي مسافر دائم، فقد تملكتني مشاعر مختلطة حيال الأخبار عن احتمالية قرصنة الطائرات المتقدمة. وبالنسبة للقراء غير المعتادين على نظام عمل الطائرات الحديثة، فقد يبدو الأمر وكأن أي متطفل مع جهاز لاب توب يمكنه فرض السيطرة الكاملة على الطائرة، وفي الواقع فليست هذه الحقيقة.
تملك الطائرة المتقدمة شبكات كمبيوتر متعددة، وتشارك هذه الشبكات بيانات على مستويات مختلفة من الأهمية، وتنقل المعلومات اللازمة بينهم. وأهم شبكة هي AFDX، المخصصة لنقل بيانات الطيران “مثل البيانات المستخدمة للتحكم بالطائرة”، وتتم نقل الإشارات على AFDX عبر اتصالات سلكية فقط.
How foolproof are In-flight electronic systems? – http://t.co/WCl6ddMIZV pic.twitter.com/R6npgKiKRS
— Kaspersky (@kaspersky) April 7, 2015
وفي نفس الوقت، هناك شبكة أخرى لإدارة البيانات على الطائرة، والتي تغطي وظائف أقل أهمية، مثل مراقبة حالة أنظمة الطائرة المتنوعة، من البيانات وغيرها، إضافة إلى اتصالات واي فاي للركاب. ويتم عزل شبكة الراكب من الوظائف الأخرى عبر جدار ناري، وناقشت المقالة احتمالية كسر هذا الجدار، والولوج إلى شبكة إدارة المعلومات.
وبكلمات أخرى، فإن الشبكة معزولة من شبكة إدارة البيانات، ولا يستطيع أي شخص ببساطة قرصنة عمليات الطائرة عبر الكمبيوتر. في نفس الوقت، على الأقل نظرياً، قد ينجح المهاجم بالتأثير على البيانات القادمة من شاشة الصحة، أو أنظمة تقارير الطقس أو الملاحة.
تحذير من غارة جوية: ماذا يستطيع #القراصنة فعله مع #طائرات متقدمة؟
Tweet
وعادة ما يتطلب هذا الأمر اعتياداً بالتعامل مع أنظمة ذات علاقة، وفهماً لنماذج البيانات ذات العلاقة. ومنذ 2008، تم تحذير بوينغ من أن شبكة واي فاي للركاب لا يجب أن تكون متصلة بشبكات الطائرة الداخلية، ووعدت الشركة المصنعة بمعالجة هذه المسألة، وعلى ما يبدو وجدت حلاً سهلاً، وهو تحميل الجدار الناري.
إلا أنني أعتقد بأن المشكلة أعمق من ذلك بكثير، إذ لا يمكن أن نستخدم التقنيات القديمة ضمن العالم المتصل الحديث ونأمل بكل بساطة أن لا يقوم أحد بقرصنتها لأن الأمر صعب ومكلف. ويكلف الأمر وقتاً طويلاً لتحديث أنظمة الاتصالات المستخدمة في الطائرات بما يتوافق مع حقيقة هذا العصر. وهذه عملية كان يجب أن تبدأ بالأمس بدلاً من اليوم، ومن الواضح بأن تحديث الطائرات سيكون أمراً مكلفاً، إلا أن الأنظمة الحديثة يمكن ويجب أن تصمم بحيث تستوفي حاجات ومتطلبات العصر الحديث.