لماذا يبني سماسرة البيانات ملفات شخصية عنك، وكيف تمنعهم من فعل ذلك

توجد آلاف الشركات التي لا هدف لها سوى جمع وإعادة بيع معلوماتنا الشخصية. كيف يفعلون ذلك، وكيف يمكنك الحد من جمع البيانات، وكيف تحذف ما تم جمعه بالفعل؟

توجد آلاف الشركات التي لا هدف لها سوى جمع وإعادة بيع معلوماتنا الشخصية. كيف يفعلون ذلك، وكيف يمكنك الحد من جمع البيانات، وكيف تحذف ما تم جمعه بالفعل؟

يجمع وسطاء البيانات ملفات شخصية شاملة عنك لإعادة بيعها لاحقًا. ويهتمون بنا جميعًا – مئات الملايين من الأشخاص حول العالم – ولا يطلبون إذننا أو يدفعون لنا أي تعويض. ومعظم هذه الشركات غير معروفة جيدًا، ومن المحتمل أنك لم تتواصل معها بشكل مباشر أبدًا. لكن هناك حوالي ألف منها في الولايات المتحدة وحدها، وخمسة أضعاف هذا العدد في جميع أنحاء العالم. وقُدرّت قيمة هذه السوق بنحو 300 مليار دولار في العام الماضي. ويشمل عملاء سماسرة البيانات البنوك التي تتحقق من السجل الائتماني، وتجار التجزئة الذين يبحثون عن عملاء جدد، ووكالات الاستخبارات، والعديد من المؤسسات الأخرى التي تحتاج إلى بيانات مفصلة عن الأفراد.

ما البيانات التي يجمعها سماسرة البيانات، ومن أين يحصلون عليها؟

يجمع سماسرة البيانات كل ما تقع عليه أيديهم من معلومات. وفي أغلب الأحيان:

  • المعلومات الشخصية: الاسم الكامل، العنوان الفعلي، تاريخ الميلاد، أرقام الهواتف، عناوين البريد الإلكتروني، أرقام الهوية (جوازات السفر، رخص القيادة، أرقام الضمان الاجتماعي، وغيرها).
  • العمر والجنس والأصل والحالة الاجتماعية والمالية ومستوى ونوع التعليم
  • عدد ونوع الحيوانات الأليفة
  • طراز السيارة وعدد الكيلومترات
  • بيانات تحديد الموقع الجغرافي: أماكن العمل والإقامة المحتملة، المتاجر المفضلة، أماكن الترفيه
  • تفاصيل المشتريات عبر الإنترنت وفي المتاجر، عضوية برامج الولاء لدى المتاجر، العلامات التجارية المفضلة
  • معلومات مالية مفصلة: الجدارة الائتمانية، عدد وأنواع الحسابات، الودائع، الاستثمارات، الرهون العقارية، عادات استخدام بطاقات الائتمان، بيانات الإفلاس
  • بيانات السلوك عبر الإنترنت: المواقع المفضلة، أنواع المحتوى التي يتم مشاهدتها بشكل متكرر على وسائل التواصل الاجتماعي، الهوايات، الإعلانات التي تم مشاهدتها مؤخرًا، وغيرها
  • المعلومات صحية، بما في ذلك بيانات مشتريات الأدوية، عمليات البحث عن الأعراض عبر الإنترنت، البيانات من تطبيقات اللياقة البدنية
  • العادات، الاهتمامات، المعتقدات السياسية والدينية، المنافذ الإعلامية المفضلة
  • الروابط الاجتماعية: أفراد الأسرة، زملاء العمل، الأصدقاء

لتجميع هذا الملف التفصيلي بشكل دقيق، يقوم سماسرة البيانات بتنزيل أي بيانات متاحة للجمهور (الملفات الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي، سجلات الشركات والعقارات، الإعلانات المبوبة على الإنترنت)، ويطلبون معلومات من مكاتب الائتمان، ويشترون البيانات من بعضهم البعض. ويشترون أيضًا البيانات من برامج الولاء والتحليلات من بائعي الأجهزة الذكية. ويتعاونون مع شركات الإعلان والتتبع عبر الإنترنت، خاصة تلك التي تضع الإعلانات في تطبيقات الهواتف المحمولة.

يتم ربط كل هذه المعلومات ببعضها باستخدام معرفات متكررة (مثل: عناوين البريد الإلكتروني، وأرقام الهواتف، والأسماء والعناوين، وأرقام الهوية) لإثراء كل ملف شخصي.

ما الشيء السيء في جمع البيانات؟

يوجد تأثير خفي لكنه كبير على حياتك للبيانات التي يتم جمعها وإعادة بيعها. لماذا تم رفض طلب قرضك، أو لماذا ارتفع قسط التأمين عليك؟ كيف حصل وكلاء العقارات على رقم هاتفك وأنت لم تقرر شراء منزل إلا بالأمس فقط؟ وفقًا لتحقيق أجرته لجنة في مجلس الشيوخ الأمريكي، فإن بعض مجموعات البيانات لدى سماسرة البيانات مصممة بوضوح لاستغلال ظروف الناس الصعبة. وتتحدث أسماء هذه المجموعات عن نفسها: “ريفي وبالكاد يتمكن من العيش”، “التقاعد بلا موارد: العزاب”، و”بداية صعبة: آباء وأمهات عازبون شباب”. غالبًا ما يتم شراء معلومات كهذه من قبل شركات القروض قصيرة الأجل. وهناك مجموعات أخرى تحمل أسماء تنذر بالخطر، مثل »أفراد زاروا عيادات الإجهاض مؤخرًا”.

في مثال متطرف من عام 2025، اشترى قاتل بيانات عن عناوين سكن ضحاياه من مواقع ويب سماسرة البيانات المتاحة للجمهور لتتبع واغتيال أهداف سياسية في الولايات المتحدة.

يُسلّط التحقيق نفسه الذي أجراه مجلس الشيوخ الضوء على أن سماسرة البيانات يعملون عادة في سرية تامة. وهم يجمعون البيانات دون التفاعل المباشر مع المستهلكين، وغالبًا ما يخفون مصادر بياناتهم، ويمنعون المشترين من الكشف عن مصدر قوائم الاتصال التي حصلوا عليها.

تجدر الإشارة إلى أن سماسرة البيانات، شأنهم شأن أي شركات أخرى، معرضون للهجمات الإلكترونية. وعند تعرضهم للاختراق، تقع البيانات التي جمعوها في أيدي مجرمي الإنترنت الحقيقيين. ويمكن توضيح حجم العواقب على ضحايا اختراق البيانات بمثال واحد فقط: في العام الماضي، سرق قراصنة قاعدة بيانات تحتوي على 2.7 مليار سجل من شركة تدعى National Public Data. وشملت السجلات الأسماء الكاملة والعناوين وتواريخ الميلاد وأرقام الهواتف وأرقام الضمان الاجتماعي. ويُعتقد أن الاختراق طال كل مواطن أو مقيم في الولايات المتحدة لديه رقم ضمان اجتماعي.

تحديات إزالة بياناتك الشخصية

بينما يعمل العالم تدريجيًا على سنّ تشريعات لإجبار سماسرة البيانات على الامتثال لطلبات المستخدمين بالعثور على معلوماتهم الشخصية وحذفها، فإن هذه العملية قد تكون صعبة للغاية على أرض الواقع.

  • لا يوجد نظام مركزي. يجب عليك البحث عن بياناتك بنفسك في موقع كل سمسار بيانات وتقديم طلبات حذف منفصلة.
  • حتى مجرد العثور على سماسرة البيانات – ناهيك عن الصفحة المخصصة لتقديم طلب الحذف على مواقعهم الإلكترونية – قد يكون أمرًا محفوفًا بالصعوبة. ووفقًا لدراسة حديثة أجرتها The Markup، في ولاية كاليفورنيا وحدها – حيث تفرض التشريعات المحلية التسجيل المركزي لسماسرة البيانات وتتطلب إزالة البيانات بناءً على طلب المستخدم بموجب قانون حماية خصوصية المستهلك في كاليفورنيا – منع 35 من أصل 499 من سماسرة البيانات المسجلين محركات البحث من فهرسة وعرض صفحات إزالة البيانات الخاصة بهم. وغالبًا ما يكون رابط الإزالة نفسه مخفيًا بعمق في تذييل الموقع أو في مكان آخر (في إحدى الحالات، تم العثور عليه في الصفحة 15 من سياسة الخصوصية).
  • غالبًا ما تكون طلبات إزالة المعلومات معقدة وتتكون من عدة خطوات. وقد تتطلب منك حتى تقديم المزيد من البيانات الشخصية لإثبات هويتك، وأنك تمتلك الحق في تقديم الطلب. وسلّطت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا في إيرفاين الضوء على بعض أساليب التحقق من الهوية الغريبة، مثل طلب إرسال برجك الفلكي أو قيمة قسط سيارتك الشهري. وإذا لم يتم صياغة الطلب بشكل صحيح أو لم يتم تقديم بيانات التحقق المطلوبة، يتم تجاهل الطلب.
  • وجدَت الدراسة نفسها أنه من بين 454 طلبًا لإزالة المعلومات تتم إرسالها، تم تجاهل 195 طلبًا (بنسبة 43%).

كيف تحذف نفسك فعليًا من قواعد بيانات سماسرة البيانات

إذا كنت مستعدًا للتحدي، فتسلّح بالصبر وجدول بيانات (في برنامج Excel أو ما شابه)، واتبع تعليماتنا:

  • أولاً، حدد وسطاء البيانات الذين تريد التواصل معهم. ويمكنك العثور على قائمة كاملة ومحدثة من منظمة Privacy Rights Clearinghouse، لكنها تركز بشكل كبير على الشركات التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرًا لها. وبينما يُعتبرون أكبر اللاعبين في السوق، احرص أيضًا على البحث عن سماسرة البيانات الخاصين بمنطقتك.
  • أنشئ نموذجًا قياسيًا لرسالة بريد إلكتروني خاصة بطلب الإزالة واحفظه. ويجب أن تتضمن الرسالة تفاصيلك الشخصية الأساسية والإشارة إلى القوانين المعمول بها في حالتك: قانون حماية خصوصية المستهلك في كاليفورنيا (CCPA) لسكان كاليفورنيا؛ واللائحة العامة لحماية البيانات (GDPR) للاتحاد الأوروبي؛ واللائحة العامة لحماية البيانات في المملكة المتحدة (UK-GDPR) للمملكة المتحدة؛ وقانون حماية البيانات العام (LGPD) للبرازيل؛ والقانون الاتحادي 152-FZ لروسيا. وحتى إذا لم تكن مقيمًا في إحدى هذه المناطق، يمكنك الإشارة إلى قانون حماية خصوصية المستهلك (CCPA) أو اللائحة العامة لحماية البيانات (GDPR) – سيحترم بعض مقدمي الخدمات طلبك دون التحقق مما إذا كان القانون ينطبق عليك مباشرة.
  • لكل سمسار بيانات، حدد موقع الصفحة المخصصة لتقديم الطلبات، والتي قد تحمل أسماء مثل: “إلغاء الاشتراك” (Opt Out)، أو “لا تبع بياناتي” (Do Not Sell)، أو “طلب خصوصية” (Privacy Request)، أو “الحق في الحذف” (Right to Delete)، أو “الحق في النسيان” (Right to Be Forgotten)، أو أسماء مشابهة. وأفضل طريقة للبدء هي البحث عن روابط بحروف صغيرة في تذييل الصفحة. وإذا لم تجد شيئًا هناك، فابحث في قسم سياسة الخصوصية. ويمكنك أيضًا محاولة البحث عنها عبر Google.
  • راجع متطلبات سمسار البيانات المحددة بعناية. وإذا كانوا يطلبون منك إرسال الطلب عبر البريد الإلكتروني، فما عليك سوى إرسال النموذج الذي أعددته إلى العنوان المذكور. وإذا كان المطلوب هو تعبئة نموذج عبر الإنترنت، فاملأ الحقول باستخدام أجزاء من النموذج نفسه.
  • في جدول البيانات، حدد اسم سمسار البيانات، وتاريخ إرسالك للطلب، ورابط صفحة الطلب (حتى لا تضطر للبحث عن هذه المعلومات مرة أخرى).
  • تحلَّ بالصبر؛ فقد يستغرق الرد (إن حصلت عليه) ما يصل إلى ستة أسابيع. وهنا يأتي دور جدول البيانات الذي أعددته، حيث يمكنك استخدامه لتتبع أوقات الرد وإرسال طلبات متابعة عند الحاجة.
  • بالنسبة لمن يفتقرون للوقت أو الصبر، توجد خدمات مدفوعة يمكنها إرسال هذه الطلبات تلقائيًا نيابة عنك.
  • الأهم من ذلك، هذه ليست عملية تتم لمرة واحدة. ويتم جمع البيانات عنك وبيعها لسماسرة البيانات بشكل مستمر، لذا يجب عليك مراجعة القائمة نفسها مرة أخرى كل ثلاثة إلى ستة أشهر.

كيفية تجنب الظهور في قوائم وسطاء البيانات من البداية

من شبه المستحيل لفت انتباه سماسرة البيانات تمامًا، لكن يمكنك تقليل كمية البيانات التي يجمعونها.

  • استخدم عدة عناوين بريد إلكتروني وأرقام هواتف. واحد للتواصل مع الأصدقاء والعائلة والبنوك والجهات الحكومية. وآخر للمتاجر الإلكترونية والخدمات غير الضرورية. ويمكنك حتى استخدام أكثر من عنواني بريد إلكتروني.
  • قدم الحد الأدنى من المعلومات لبرامج الولاء.
  • راجع الإعدادات في تطبيقات الخدمات المصرفية عبر الإنترنت ومواقع التسوق المفضلة لديك. تأكد من إيقاف جميع الأذونات في أقسام مثل “بيانات التسويق” و”تفضيلات الإعلانات” و”عروض الشركاء”. وغالبًا ما يتم إخفاء عملية تزويد سماسرة البيانات بالمعلومات تحت عبارات مثل “أظهر لي إعلانات بناءً على اهتماماتي”.
  • أوقف معرّفات الإعلانات وأعد تعيينها على هاتفك الذكي.
  • قم بتعطيل تتبع الموقع لمعظم تطبيقاتك.
  • استخدم إعدادات الخصوصية في شبكات التواصل الاجتماعي وتطبيقات المراسلة.
  • استخدم مستعرضًا خاصًا أو تطبيقًا يحمي من التتبع عبر الإنترنت. وتتوفر ميزات خصوصية خاصة في Kaspersky Premium.
  • استفد من خدمة Privacy Checker المجانية لضبط إعدادات الخصوصية في كل مكان - من شبكات التواصل الاجتماعي إلى أنظمة التشغيل.
  • اشترك في قناتنا على Telegram لتكون أول من يعرف التهديدات الجديدة لخصوصيتك وكيفية التصدي لها. على سبيل المثال، سننشر قريبًا تعليمات مفصلة عن كيفية تقليل وتنظيف بصمتك الرقمية (للبالغين والقاصرين على حد سواء).

مقالات أخرى عن كيفية جمع بياناتك الشخصية والتصدي لها:

النصائح

برمجيات تنقيب مخفية بداخل جووجل بلاي ستور!

عندما يصبح جهازك بطىء، يلوم العديد من المستخدمين البرمجيات الخبيثة والفيروسات. ولكن عندما يصبح هاتفك الذكي بطيء عادة ما تلوم البطارية او نظام التشغيل وعندها تريد شراء هاتف جديد! وربما يكون سبب هذه المشكلة شيء اخر تماماً!  برمجيات التنقيب المخفية!