برامج المطاردة — التهديد لا يزال موجودًا

ما هي برامج المطاردة، وما مدى انتشار المشكلة، وما العلاقة بين الإساءة المنزلية والرقمية.

 

هل سبق لك أن شاهدت فيلمًا أو عرضًا تلفزيونيًا يكتشف فيه المطارِد كل شيء عن ضحيته عن طريق تطبيق يتجسس به على هاتفه؟ وغالبًا ما تبدو هذه الأمور مؤامرات مبالغ في أمرها: كيف يمكن لشخص عادي ليس لديه مهارات تقنية خاصة أن يفعل شيئًا من هذا القبيل؟ إلا أن هذا ممكن بالفعل للأسف باستخدام برامج المطاردة — تطبيقات التتبع التي تسمح بجمع معلومات سرية حول صاحب الهاتف.حيث يمكن لهذه التطبيقات:

  • قراءة الرسائل النصية ورسائل وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات المراسلة مثل واتساب وتيليجرام وSignal وغيرهم.
  • عرض قوائم جهات الاتصال وسجلات المكالمات.
  • تتبع مواقع الضحايا.
  • جمع البيانات من التقويمات — الاجتماعات والمناسبات المخطط لها وغيرها من البيانات.
  • عرض الصور المخزنة على الهواتف.
  • التقاط لقطات للشاشة وصور من الكاميرا الأمامية.

برامج المطاردة هي أدوات خطيرة تُستخدم للإساءة الرقمية، وغالبًا ما يستخدمها نفس الأشخاص الذين لا يكفون عن الإساءات المنزلية للسيطرة على ضحاياهم. ركزت المنظمات العامة على مسألة الإساءات المنزلية — فوجدوا على سبيل المثال الشبكة الوطنية لإنهاء العنف الأسريالشبكة الأوروبية للعمل مع مرتكبي العنف المنزلي أنه غالبًا ما ترتبط الإساءات البدنية العنف بالإساءات الرقمية.

على مدى السنوات الأربع الماضية، كان فريق Kaspersky يصدر بانتظام تقارير عن الوضع الحالي فيما يتعلق ببرامج المطاردة، ولا سيما البيانات المقدمة من Kaspersky Security Network (KSN) — وهي شبكة عالمية لتبادل المعلومات حول التهديدات السيبرانية. كما يتضمن تقرير نهاية هذا العام تقرير نتائج دراسة استقصائية حول الإساءة الرقمية، شاركت في إعداده Kaspersky والعديد من المنظمات العامة.كما خضع للدراسة الاستقصائية أكثر من 000 21 مشارك من 21 بلدًا.

انتشار برامج المطاردة في عام 2021

تظهر البيانات المأخوذة من Kaspersky Security Network أنه في عام 2021، تأثر حوالي 33000 مستخدم فريد للنظام ببرامج المطاردة. مما يعني أن هذه البرامج تشهد أدنى مستوياتها. فعلى سبيل المقارنة، تأثر ما يقرب من 54000 شخص في عام 2020 بمثل هذه التطبيقات، وفي عام 2019 — أكثر من 67000 شخص.

[ Source]

هل هذا يعني أن التهديد يتراجع تدريجيًا؟ كلا للأسف. حيث يرتبط هذا الانخفاض بعواقب الوباء العالمي. فبسبب عمليات الإغلاق، لم يكن الأشخاص الذين ينتهجون الإساءات في معاملاتهم، وهم القاعدة الرئيسية لبرامج المطاردة، بحاجة إلى أي أدوات إضافية للتجسس على ضحاياهم والسيطرة عليهم على مدى العامين الماضيين. حيث إنهم كانوا محبوسين فعليًا في المنازل معًا.

وبصرف النظر عن ذلك، فمن المهم أن نفهم أن أساليب المطاردة ما تزال مستمرة في التطور. ومن بين المشاركين في دراستنا الاستقصائية الذين أفادوا أن شركاءهم الحميمين كانوا يتجسسون عليهم باستخدام التكنولوجيا (بالطبع ليس من بينهم من لم يعلموا بعد بهذا التجسس)، توزيع كانت أدوات المطاردة على النحو التالي:

  • تطبيقات الهاتف — 50%
  • أجهزة التتبع (على سبيل المثال، AirTags — سلاسل المفاتيح للعناصر سهلة الفقدان) — 29%
  • تطبيقات أجهزة الكمبيوتر المحمول — 27%
  • كاميرات الويب — 22%
  • أنظمة المنازل الذكية — 18%
  • أجهزة تتبع اللياقة البدنية — 14%

من هذه القائمة، نلاحظ أن تطبيقات الهاتف ما هي إلا جزء من الإحصائيات التي جمعناها باستخدام KSN. وبعبارة أخرى، نحن نرى مجرد جزء من الصورة الكاملة.

من المهم أيضًا أن نفهم أن هذه الإحصائيات لا تتضمن سوى بيانات المستخدمين الذين يوافقون على تقديمها إلى KSN. تحالف Coalition Against Stalkerware — منظمة تجمع ما بين ممثلي صناعة تكنولوجيا المعلومات والشركات غير الربحية — وتعتقد أن العدد الإجمالي للمستخدمين المتضررين من هذا التهديد قد يكون أعلى ثلاثين مرة.وبعبارة أخرى، وفقًا لهذا التقييم، يقع حوالي مليون شخص في جميع أنحاء العالم ضحايا لبرامج المطاردة كل عام.

أما فيما يتعلق بالانتشار الجغرافي، فإن معظم ضحايا برامج المطاردة بين مستخدمي KSN كانوا من روسيا والبرازيل والولايات المتحدة الأمريكية — على غرار ما كان في عامي 2019 و2020.

القانون وبرامج المطاردة

يختلف الإطار القانوني الذي يحكم عمليات الإساءة الرقمية — وبرامج المطاردة على وجه الخصوص — من بلد لآخر. وفي معظم الحالات، يعد تسجيل إجراءات المستخدمين دون موافقتهم أمرًا غير قانوني. وهذا ينطبق تمامًا على برامج المطاردة. ولكن من المهم أن نفهم أن المسؤولية القانونية لبرامج المطاردة يمكن أن تقع على عاتق الشخص الذي يستخدمها أكثر من مطورها.

وبالتالي تقع برامج المطاردة نوعًا ما في منطقة رمادية. ولا شك أن الجمع بين الوظائف التي تشكل برامج مطاردة أمر غير قانوني على الأقل في بعض الولايات القضائية، ولكن العديد من البلدان لا تحظر بشكل مباشر تطوير هذه البرامج وتوزيعها. ومع ذلك، فقد أصبح الأمر أكثر خضوعًا للقانون. فعلى سبيل المثال، في أبريل 2021، لأول مرة حظرت لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية مطور تطبيقات من بيع برامج مطاردة.

رغم ذلك، لا يزال يتم توزيع تطبيقات المراقبة بشكل نشط عبر الإنترنت. وفي حالات نادرة، يمكنك حتى تنزيل برامج المطاردة من الأسواق الرسمية. وعادة ما تُعرض هذه التطبيقات على أنها تطبيقات لمكافحة السرقة أو التحكم الأبوي. حيث إن هذه الأنواع من التطبيقات لها وظائف مماثلة لبرامج المطاردة، ولكن يوجد فرق واضح: فبرامج المطاردة تعمل بخفاء عن المستخدمين ودون موافقتهم.

كيف تحمي نفسك من برامج المطاردة

يمكنك فعل بعض الأشياء لتقليل مخاطر تنزيل برامج مطاردة على جهازك:

· عليك بتعيين كلمة مرور أبجدية رقمية معقدة لا تقل عن ثمانية أحرف لهاتفك. ولا تعطيها لأي أحد! كما عليك بتغيير كلمة المرور الخاصة بك بانتظام — كل بضعة أشهر على سبيل المثال.

· كن حذرًا بشأن من يمكنه الوصول الفعلي إلى هاتفك. لا تتركه دون حماية قدر الإمكان.

· عليك بتنزيل التطبيقات من المتاجر الرسمية فقط. انتبه دائمًا إلى التعليقات المدرجة بخصوص التطبيقات وتقييماتها ووظائفها.

· عليك بتثبيت برنامج أمان جدير بالثقة على جهازك. تأكد من أن حل الأمان الذي اخترته يمكنه اكتشاف برامج المطاردة. على سبيل المثال، برامج مكافحة فيروسات الهواتف من Kaspersky‏  يمكنها فعل ذلك بالتأكيد.

ما الذي يمكنك فعله إذا كانت برامج المطاردة موجودة بالفعل على جهازك

إذا كانت بطارية جهازك أو بيانات الهاتف تنفد بسرعة كبيرة، فقد يكون ذلك علامة على وجود برامج مطاردة على أحدهما. حيث تستخدم تطبيقات المطاردة موارد جهازك بشكل نشط، لأنها تحتاج إلى الحفاظ باستمرار على اتصال مع الخوادم التي تتحكم فيها. لذا يجب على مالكي أدوات Android أيضًا الانتباه إلى التطبيقات التي تحتوي على أذونات خطرة.وإذا وُجدت أسماء تطبيقات غير معروفة في قائمتك، فهذا سبب خطير يدعو للقلق: لأنك لا تعرف من ثبّت هذه التطبيقات غير المألوفة ومتى ثبتها ولماذا.

من الجدير بالذكر هنا أن مخاطر الهواتف الذكية التي تعمل بنظام Android أعلى عادة من مخاطر الهواتف التي تعمل بنظام iPhone، حيث يعمل هذا الأخير على نظام أكثر إغلاقًا في طبيعته. ومع ذلك لا يمكن لمشجعي Apple الاسترخاء تمامًا. حيث يمكن اختراق هاتف iPhone بتجاوز قيود الأمان، على الرغم من الحاجة إلى الوصول الحقيقي إلى الجهاز لفعل هذا الأمر.

يجب أن تضع في اعتبارك أيضًا أنه قد توجد برامج مطاردة بالفعل على هاتفك قد تلقيتها على أنها هدية. وليس بالضرورة أن يكون الشخص الذي أهداها لك هو من ثبتها فعليًا: حيث توجد شركات تقدم خدمة تثبيت برامج المطاردة على الهواتف الجديدة وتسليمها في عبواتها الأصلية.

لا يمكننا التوصية بإزالة تطبيق تتبع في حال اكتشفت تطبيقًا على هاتفك. حيث سيكتشف المطارد عاجلًا أم آجلًا الأمر، مما قد يؤدي في كثير من الأحيان إلى مزيد من المشاكل. وللمساعدة في حماية الضحايا من برامج المطاردة، فريقنا تم تطوير TinyCheck أداة تسمح لك بفحص جهازك بحذر بحثًا عن برامج التجسس. لا تثبت TinyCheck على هاتفك، بل على جهاز خارجي منفصل: الحاسوب الدقيق Raspberry Pi.حتى يعمل هذا الجهاز وسيطًا بين جهاز Wi-Fi الذي تتصل به وهاتفك. بعد التثبيت، يعمل TinyCheck على تحليل حركة تنقل جهازك على الإنترنت في الوقت الفعلي. وبناءً على ذلك، يمكنك فهم ما إذا كان هاتفك يحمل برامج مطاردة أم لا: فإذا كان يرسل الكثير من البيانات إلى خوادم برامج التجسس المعروفة، فسيخبرك TinyCheck.

تحتاج إلى بعض المعرفة التقنية لاستخدام TinyCheck، حيث إن استخدامه في المنزل يمكن أن يكون محفوفًا بالمخاطر وغير فعّال.أما الخبر السار فهو أن المنظمات غير الربحية تستخدم هذه الأداة لمساعدة ضحايا العنف المنزلي. وليس فقط المنظمات غير الربحية — على سبيل المثال تستخدم وكالات إنفاذ القانون في المملكة المتحدة أيضًا TinyCheck لمساعدة ضحايا الإساءات.

صرح برونو بيريز جونكا العضو الفخري في جمعية أوقفوا العنف بين الجنسين قائلًا عن TinyCheck: “لقد عملتُ مع جمعيات العنف القائم على الجنس لسنوات عديدة، وأعتقد أن TinyCheck هو ما تحتاجه الضحايا وعامة السكان.حيث يشبه TinyCheck اختبار المستضدات، وهو اختبار سريع واقتصادي وموثوق به لإجراء فحص أولي لتحديد العدوى المتنقلة”.

إذا كنت قد قرأت هذا النص وكنت تشك الآن في وجود برامج مطاردة على جهازك، فإننا نوصي بما يلي لحماية نفسك:

 

النصائح

برمجيات تنقيب مخفية بداخل جووجل بلاي ستور!

عندما يصبح جهازك بطىء، يلوم العديد من المستخدمين البرمجيات الخبيثة والفيروسات. ولكن عندما يصبح هاتفك الذكي بطيء عادة ما تلوم البطارية او نظام التشغيل وعندها تريد شراء هاتف جديد! وربما يكون سبب هذه المشكلة شيء اخر تماماً!  برمجيات التنقيب المخفية!