عندما كنت في مراحل نشأتي، غالبا ما كان والداي يحرجانني أمام أصدقائي بعرض صوري القديمة من أيام الطفولة.
في ذلك الوقت، كان يتم الاحتفاظ بكل الصور الحمقاء والغريبة ضمن ألبومات صور في المنزل، مع الحفاظ على خصوصيتها ، حيث لا يحق لأحد سوى الأهل عرضها للآخرين.
وبالانتقال السريع لليوم، فإننا نعيش في عصر نبقى فيه متصلين بشبكة الإنترنت طيلة الوقت تقريبا، كما يتم عرض صورنا على الإنترنت باستمرار على مواقع مثل فيسبوك وانستجرام، وقد تحولت ألبومات الصور الضخمة في السابق إلى هويات رقمية مرتبطة بالمستخدمين.
وبصفتي مختصاً في مواقع التواصل الاجتماعي، وألاحظ سلوك والدي الذي يقضي ساعات طويلة على الشبكات الاجتماعية، فإنني حقيقة أتفاجأ من سلوك المستخدمين على الإنترنت، وكيفية تعاملنا مع أطفالنا أيضاً.
سهلت الشبكات الاجتماعية من مشاركتنا لحياتنا، ولحظاتنا وذكرياتنا عبر هذه الشبكات، ويكمن الجانب السلبي أن سهولة عملية المشاركة لهذا الحد تجعلنا لا نقف بضع لحظات للتفكير مع من نشارك هذه الأمور حقاً.
https://twitter.com/Hannah__McGowan/status/647501437426135040?ref_src=twsrc%5Etfw
وحيث أن استخدام الصور قد يستخدم ضدنا ضمن مجموعات محدودة، فيمكن استخدام الصور هذه الأيام ضد أطفالنا من أي شخص يستطيع عرض محتويات شبكتك.
وبلا شك فقد سجلنا اشتراكنا في هذه الشبكات، ولكن هل اشترك أطفالنا كذلك؟ وبصفتنا آباء، وأصدقاء وأقارب حتى، يجب أن نراقب باستمرار المحتوى الذي نقوم بمشاركته على الشبكات الاجتماعية، وإذا ما كان أي من هذه المحتويات قد يتم استغلاله ضد أطفالنا، لا سيما هذه النقاط الستة.
لا تجعل ملفك الشخصي عاماً
هل تود أن يرى ذلك الشاب غريب الأطوار الذي يتسكع في الشارع صور طفلتك الصغيرة؟ أنا متأكد بأن إجابتك ستكون بالنفي.
ولكن إذا كانت إعدادات منشوراتك على فيسبوك أو إنستجرام عامة، فإنك تقوم بإرسال دعوة لكل شخص يملك اتصالاً بالإنترنت لاستعراض صورك، ويعتبر إعداد ملفك بهذا الشكل ضرباً من الحماقة والتهور.
تتباين درجات الخصوصية بين الأشخاص لدى استخدامهم مواقع التواصل الاجتماعي، ويجب أن تضبط إعدادات الخصوصية لديك بحيث تتيح فقط للأشخاص الذين تعرفهم ضمن قائمة أصدقائك الاطلاع على محتويات ملفك، كما يمكنك أن تغير الخصوصية المتعلقة بكل منشور، وأن تتحكم بالأشياء التي يمكن أن يراها الآخرون، ويجب أن تأخذ حذراً إضافياً عندما يتعلق الأمر بأطفالك.
So glad my teachers/parents didn't have social media to post the embarrassing stuff I did growing up.
— Sean McNally (@MacOnTheRadio) October 5, 2015
لا تشارك صور أطفال الأشخاص الآخرين
من آكبر مخاوفي لدى استخدام الناس للشبكات الاجتماعية هي قيامهم بالتقاط صور جماعية ومشاركتها على هذه الشبكات، حيث أن من حق الأهل معرفة من الأشخاص الذين سيرون صور أطفالهم ويعلقون عليها، وإذا كانوا لا يرغبون بعرضها على الشبكات الاجتماعية من الأساس “كما هو الحال مع كثير من زملائي في العمل”، فذلك من حقهم بصفتهم آباء الأطفال وليس حقك أنت.
وشخصياً، يزعجني حقاً أن أرى أفراداً من العائلة يشاركون صوراً لأطفالي، ويقوم أشخاص لا أعرفهم بالتعليق عليها، وتحدثت بالأمر مع أقاربي.
نحن نعيش في عالم غريب، إذ أنك يستحيل أن تعرف نوايا كل الأشخاص أو ظروفهم الشخصية، فهل تود أن تكون الأب الذي يتعرض أطفاله للتحرش الإلكتروني دون علمه؟
لا تنشئ ملفاً لطفلك على الشبكات الاجتماعية
هناك امرأة اضطررت لإلغاء صداقتي بها على فيسبوك، وكان سبب ذلك أنها أنشأت ملفاً لطفلها على فيسبوك وقامت بذكره في كل منشور لها. ولا بد بأنه لم يكن شرطاً عبثياً أن تتجاوز سناً معيناً كي تتمكن من إنشاء حساب على أكبر شبكة اجتماعية في العالم.
https://twitter.com/AlexisMG13/status/355842079194218498?ref_src=twsrc%5Etfw
وبعيداً عن الناحية الأمنية، فينبغي أن يملك الأبناء القرار بمشاركة صورهم أم لا مع الآخرين بكل الأحوال.
لا تنشر صور أطفالك أثناء الاستحمام
قد يكون أطفالك أجمل شيء في العالم أثناء الاستحمام، ولكنه أمر يجب أن يبقى خاصاً بكل الأحوال، ولا تتم مشاركته مع العالم الخارجي، فهناك الكثير من المرضى النفسيين ممن يدفعون المال كي يبحثوا ويروا هذه النوعية من الصور. وبصفتنا آباء ناضجين، فيجب أن نتحلى بالمسؤولية اتجاه حياة أطفالنا.
لا تحرج أطفالك
قبل عدة سنوات، أصبح إحراج الكلاب ظاهرة شائعة، حيث كان الأشخاص يظنون بأنه من الممتع مشاركة هذه النوعية من الصور وجمع عدد كبير من الإعجابات والتعليقات والمشاركات لها، وأصبح البعض يطبقون نفس الأمر على أطفالهم!
What do you think of the whole #childshaming trend? Yay or Nay? #parenting #children #discipline pic.twitter.com/Uq1e8GsaL8
— Help! We've Got Kids (@HelpWeveGotKids) June 23, 2014
ويقوم الأهل بالتقاط صور لأطفالهم وهم يقومون بأمر خاطئ ونشرها على الملأ، مما يدعو الآخرين للضحك والتعليق.
تحفيز الآخرين للتنمر الإلكتروني
عندما نشأت في الثمانينات والتسعينات كان هناك الكثير من المتنمرين، وكان الجميع يعرفهم ويحاول تجنبهم. وللأسف مع انتقال أغلب نشاطاتنا إلى شبكة الإنترنت، يبدو أننا خسرنا جزءاً كبيراً من إنسانيتنا، ولم نعد نفكر قبل قول الكثير من الأشياء الفظيعة، إذ يبدو بأنه لا يمر أسبوع دون أن نقرأ عن خبر حول تسبب التنمر الإلكتروني بانتحار شخص جديد.
وكحال المتنمرين على أرض الواقع، فإن المتنمرين الإلكترونيين يبنون قوتهم على الخوف والتلاعب. وهناك قصة سمعتها مؤخراً من أحد زملائي حول ظهور صورة محرجة لطفل أحد الموظفين على شاشة الكمبيوتر بالخطأ خلال عرض تقديمي في قاعة الصف المكونة من ٣٠ طفلاً.
ولك أن تتخيل حجم الإحراج الذي أصيب به الطفل أمام ٣٠ شخصاً، والسيناريو المفترض في حال انتشار هذه الصورة على الإنترنت، مما يجعل نسبة الإحراج أكبر بكثير.
نصائح للأهل: ٦ أشياء عليكم التوقف عن فعلها على #الشبكات_الاجتماعية
Tweet
والدرس المستفاد من هذه الحادثة عدم قيامك بتوفير أشياء قد تحرج طفلك في المستقبل، إلا إذا كنت قادراً على التحكم بالجمهور المتابع، وهو ما لا تستطيع القيام به على الإنترنت.
وفي نهاية الأمر فإن اختيار طريقة تربية الأطفال وتنشئتهم هي قرار يعود بالكامل للأهل، إنما كل ما نحاول تقديمه هو نصيحة بسيطة حول التفكير بشكل أكبر بتكنولوجيا المستقبل، والناحية الأمنية الهشة فيما يتعلق بالشبكات الاجتماعية على الإنترنت.