سواء كان يعجبك ذلك الأمر أم لا، فعليك أن تقر بأن الإنترنت لا يجلب لنا الأمور الجيدة فحسب، إنما يحمل الكثير من السلبيات أيضاً. وبالطبع، فإن الإنترنت لا ينفذ مخططاته الشريرة من تلقاء نفسه، إنما بمساعدة المجرمين من المحتالين والمتصيدين. يعمد هؤلاء المجرمون إلى إنشاء مواقع مزيفة تقلد الصفحات الرسمية للشركات والعلامات التجارية، والتي عادة ما تتجه لها بعد استلامك رسالة الكترونية تتضمن رابطاً مزيفاً، ومن ثم يتابع بإعطائك بيانات الدخول وكلمة المرور، أو حتى بعض البيانات المالية.
ولا يعتبر حماية نفسك من هذه التهديدات أمراً بغاية الصعوبة، فكل ما تحتاج إليه هو برنامج حماية فعال، إضافة إلى وعيك الخاص، بناء على بعض المعرفة حول كيفية اختلاف هذه المواقع المحتالة عن المواقع الأصلية، ومن أين يحصل المحتالون على أفكارهم. وقد نشرنا الكثير من المقالات السابقة حول الأمر الأول، وأما النقطة الثانية فسنتناولها بالتفصيل في هذه المقالة.
وهناك أمر رئيسي يتوجب عليك معرفته: إذا كان الموضوع مثيراً ومتداولاً جداً، فمن المرجح بأن يتم استغلاله من قبل المحتالين. وأفضل وسيلة لمعرفة الأخبار المتداولة هي قراءة ومشاهدة الأخبار، إذ أن المحتالين يفعلون نفس الأمر تماماً. وسنعرض بعض الأمثلة هنا: كأس العالم، فبفضل هذا الحدث الرياضي، امتلأت صناديق بريدنا بالرسائل المزيفة مع روابط لمواقع محتالة (توقعات، نصائح، تذاكر، وغيرها على هذه الشاكلة)، والتي صممت لجذب عشاق كرة القدم من مختلف أنحاء العالم. ويحرص المهاجمون دوماً على استغلال المناسبات الرياضية العالمية الضخمة، وبالتالي لم يكن كأس العالم استثناء، فقد استغله المحتالون لمحاولة كسب بعض الأموال، وللأسف فقد نجح بعضهم في تحقيق غايته.
وأحياناً يتمادون في أساليبهم، فخلال كأس العالم في البرازيل، أنشأ المحتالون عدداً من المواقع المصممة بإتقان، والتي لم يستطع حتى الخبراء التمييز بأنها مواقع محتالة. وكانت الخدعة قائمة على تسجيل نطاقات حملت أسماء علامات تجارية محلية مشهورة، بما يتضمن البنوك والمتاجر، وغيرها. وعدا عن ذلك، فقد نجح المحتالون بامتلاك شهادات SSL، والتي تم منحها من شركات قانونية مثل كومودو، اسينشال اس اس ال، ريجستير.كوم، وغيرها. وحتى أكثر الناس حرصاً تعرضوا للخداع من هذه المواقع، ووقعوا في فخ المجرم.
وفيما يلي مثال لموقع يستخدم علامة سيلو التجارية، والتي يمتلكها ممثل فيزا برازيلي:
يمكن استغلال أي علامة تجارية موثوقة. وفيما يلي مثال آخر لموقع محتال يستخدم شعار ماستر كارد:
وفيما يلي صفحة تستخدم صورة مذيع التلفاز البرازيلي المشهور رودريجو فارو:
إذاً كيف تستطيع تمييز هذه المواقع المحتالة؟ قد يكون الأمر معقداً بعض الشيء، لا سيما إذا لم يكن لديك أي فكرة عن شكل الصفحة الأصلية. لذا، يبدو من المنطقي استخدام برنامج متخصص لمنعك من زيارة الصفحات الالكترونية المحتالة، ومن الأفضل أن يعمل هذا البرنامج بطريقة مبادرة، مثل برنامج Kaspersky Internet Security https://me.kaspersky.com/multi-device-security الجديد، والذي يحجب النطاقات المزيفة قبل قيام المحتالين بتفعيل محتوياتها الخبيثة.
“من يقومون بالتصيد محتالون وأذكياء، إلا أن هناك طريقة دائماً لتمييز فخهم”
Tweet
الأحداث السياسية والرياضية الضخمة
حال ظهور أي حدث سياسي أو اجتماعي أو عسكري ضخم، تمتلأ شبكات التواصل الاجتماعية بهذه العناوين، محاولة كسب المزيد من المال لصالح مجموعة أو حزب أو فريق أو مجرد أفراد. ولكن، لا أحد يعلم من يحصل على هذه الأموال حقاً في النهاية، وأسوأ ما في الأمر أنك لا تستطيع معرفة من يحصل على المال بعد إجراء التحويل. والتصرف الوحيد الصحيح في هذه الحالة، هو عدم منح المال لأي جهة أو شخص، إلا إذا كنت تعرف هذا الشخص، أو تملك وسيلة كي تتأكد بأن المال سيصل إلى الجهة الصحيحة. كما تعتبر الزلازل والفيضانات وغيرها من الكوارث الطبيعية أمثلة للأحداث التي تجذب عدداً كبيراً من المحتالين. وللأسف، فإن الأموال التي يجمعها هؤلاء المحتالون، لا تصل مطلقاً إلى من هم حقاً بحاجة لها، لذا من الأفضل دائماً التقصي عن المواقع والتأكد من صحتها، أو التحري عن الاسم المذكور في الرسالة، والتأكد ما إذا كانت حيلة أم لا. قراءة الأخبار وإعادة التحقق من كل شيء قبل إرسال المال إلى أي مكان، وامتلاك برنامج حماية موثوق، هي عادات ضرورية ستقلل من سلسلة الاحتيالات ومحاولات التصيد التي تسعى لكسب الأرباح منك.