نهاية عصر الكوكيز: المواقع الإلكترونية تستخدم المُسَرِّعات للتعرف على هاتفك الذكي
المنشور المميز لبريان دونوهيو بتاريخ 16 تشرين الأول/أكتوبر 2013، الأخبار، لا توجد تعليقات
يتميز نظام تتبع السلوك على الإنترنت الذي تنفذه وكالات الإعلان على الشبكة والذي يسعى إلى عرض المنتجات والإعلانات الأخرى على المستهلكين، بأنه واسع الانتشار، وحاضر دائمًا ومثير للجدل على الإنترنت. عادةً ما تقوم شركات الإعلانات بذلك عن طريق تثبيت كميات صغيرة من البيانات على برنامج التصفح الخاص بالمستخدم، وتكون هذه البيانات معروفة بأنها ملفات الارتباط “الكوكيز” الخاصة بالتتبع. كشفت إحدى الأبحاث الصادرة عن جامعة ستانفورد أن المسرعات المثبتة داخل هواتفنا الذكية قادرة على عمل قياسات تعريف مميزة، تستطيع تلك الشركات استغلالها لتعقب المستخدمين بطريقةٍ موثوقة ودقيقة، ما يمثل تطورًا يسبب القلق لهؤلاء الذين يدافعون عن الخصوصية على الإنترنت.
المُسَرِّع هو عبارة عن قطعة تقيس درجة سرعة الجهاز المثبت بداخله. من الناحية العملية، وبالنسبة للهواتف الذكية على الأقل، فإن المُسَرِّع أداة تجعل الجهاز مُدركًا لاتجاهه ويسمح لك بممارسة ألعاب الطيران وقيادة السيارات.
وفقًا لأحد المقالات المنشورة على موقع جامعة ستانفورد “SFGate” ، فإن الباحثين في مختبر الأمن التابع لقسم علوم الكمبيوتر في جامعة ستانفورد اكتشفوا وجود عيوب خفية وفريدة؛ وذلك بسبب وجود اختلافات يصعب تحديدها في عملية تصنيع المُسَرِّع. وبالطبع وكما هو الحال مع معظم الصناعات الحديثة، فإن عملية تصنيع المُسَرِّع تتم بطريقة آلية وفائقة الدقة، لكنها في الحقيقة ليست بالدقة الكاملة.
من الناحية النظرية، وطبقًا لأحد الأبحاث المنشورة على موقع “SFGate”، فإن المُسَِّرع يجب أن يحدد وزن الجاذبية على الهاتف الموضوع على سطحٍ مسطح، ثم يحدد ما إذا كان القياس إيجابيًا وذلك عندما يكون هذا الهاتف في وضعٍ مستقيم، أو سلبيًا إذا كانت شاشته متجهة نحو الأسفل. تكون هذه القياسات قريبة إلى حدٍ ما لكنها ليست سلبية أو إيجابية تمامًا على التوالي. ولحسن الحظ، يعتقد الباحثون في ستانفورد بأنه يمكنهم إثبات أن نتائج كل مُسَرِّع تختلف قليلاً عن غيره من المُسَرِّعات وذلك يعود لعيوب التصنيع الفريدة هذه.
إذا كنت لم تفكر في ذلك بعد، فهذا يعني بالتأكيد أن قياس هذه الاختلافات في النتائج بين المُسَرِّعات المختلفة يعتبر طريقة موثوقة ويمكن التعويل عليها في التعرف على جهازٍ بعينه، أو على أقل تقدير الشخص الذي يمتلك هذا الجهاز، والذي بالتأكيد هو نفس الشخص الذي يستخدمه.
كشفت إحدى الأبحاث الجديدة الصادرة عن جامعة ستانفورد أن المُسَرِّعات المثبتة داخل هواتفنا الذكية قادرة على عمل قياسات تعريف مميزة، تستطيع تلك الشركات استغلالها لتعقب المستخدمين بطريقةٍ موثوقة ودقيقة.
بوجهٍ عام، عندما أقرأ عن مميزات التعرف الفريدة هذه، فإنني أفكر في إمكانية تطبيق هذه المميزات- المأخوذة من فكرة القياسات الحيوية البشرية- على الأجهزة وعمليات التحقق والمصادقة على الإنترنت بطرقٍ يمكن أن تعمل بشكلٍ أفضل، وتوفر مزيدًا من الأمان أكثر من كلمات المرور التي تعتبر جميعها ناقصة ومعيبة وعالمية إلى حدٍ كبير.
في الحقيقة، وخلال العام الماضي، اكتشفت مجموعة مختلفة من الباحثين أن معالجات الرسوم المتطابقة في الواقع مختلفة بطرقٍ خفية وحقيقية. طور بعض الباحثون برنامجًا يعمل على مشروع ” الوظائف غير القابلة للاستنساخ المادي الموجود في المكونات القياسية لجهاز الكمبيوتر الشخصي” وذلك لقدرة هذا البرنامج على تمييز هذه الفروقات والاختلافات الدقيقة. في الواقع أن حجم هذه الاختلافات دقيق لدرجة يصعب على القطعة المُصَنَّعة أن تتلاعب بـها،أو أن تكررها. وبالتالي، فإن هذه الاختلافات البسيطة في التصنيع يمكن استغلالها كوسيلة وأداة للتمييز بين المعالجات “البروسيسوز”من جهاز لآخر.
من الواضح جدًا كيف أو لماذا يعتقد الباحثون في جامعة ستانفورد أن شركات الإعلانات قد تستخدم هذه القياسات يومًا ما لتَتَبُّع سلوكنا على الإنترنت، لكننا على الأرجح سنصبح في القريب العاجل قادرين على معرفة ذلك عندما تقوم جامعة ستانفورد بنشر نتائج البحث كاملةً.
يمكنك أن تعرف ما إذا كان المُسَرِّع في هاتفك الشخصي يمتلك إمكانية فريدة في التحديد والتعرف عن طريق خاصية إثبات المفاهيم على موقع جامعة ستانفورد.