كشفت دراسة حديثة بعنوان «الإثارة، والخرافة وانعدام الثقة الكبير - كيف يتفاعل المستهلكون العالميون مع العالم الرقمي» أن 61% من المستهلكين في الشرق الأوسط و تركيا و أفريقيا يعتقدون أن هويات المتوفين معرضة للسرقة. في حين يجد 37% من المستهلكين باستطلاع الرأي أن إعادة إنشاء حضورهم عبر الإنترنت بواسطة الذكاء الاصطناعي، أمراً مقبولاً، ويعارض37% منهم ذلك بشدة، مما يبرز القضايا غير المحسومة بشأن الخصوصية والاحترام في العالم الرقمي.
وفق تقرير الملخص العالمي الرقمي لعام 2024، والذي أجرته شركة Kepios، يستخدم 95% من مستخدمي الإنترنت وسائل التواصل الاجتماعي شهرياً. وقد شهدت الفترة بين شهري يوليو 2023 ويوليو 2024 زيادة عدد الهويات عبر الإنترنت بمقدار 282 مليون هوية. مع تزايد عدد المتفاعلين عبر الإنترنت وتوسع بصماتهم الرقمية، زادت أهمية محاذير الخصوصية، والإرث، والاستخدام الأخلاقي للهويات الرقمية.
وفق الدراسة، يعتقد 61% من المستهلكين أن هويات المتوفين معرضة للسرقة، حيث لا يراقب أحد ما يحدث للمعلومات المنشورة عبر الإنترنت عادةً.
ويعتقد 59% من المستهلكين في الشرق الأوسط و تركيا و أفريقيا أنه من الممكن إنشاء حضور عبر الإنترنت للمتوفين باستخدام الذكاء الاصطناعي. في حين يعتقد 37% من المشاركين أن إنشاء هوية رقمية للمتوفين من خلال صور، أو مقاطع فيديو، أو غيرها من التذكارات أمراً مقبولاً، ويعارض 37% منهم ذلك.
بجانب ما سبق، يعتقد 67% من المستهلكين في الشرق الأوسط و تركيا و أفريقيا أن رؤية صور أو قصص عن المتوفين قد تكون مزعجة للمقربين منهم. ومع ذلك، يعتقد 47% من المستهلكين أنه ليس هناك حد زمني للعثور على كل صورة، أو مقطع فيديو، أو تسجيل صوتي متعلق بشخص معين يُنشر عبر الإنترنت.
وبما أن الإجراء الوحيد الذي يمكن للمستهلكين اتخاذه للتحكم في بصمتهم الرقمية بعد الموت يتمثل في تضمين تعليمات في وصيتهم، يعتقد 66% من الأشخاص في الشرق الأوسط و تركيا و أفريقيا أنه يجب لمن يمتلك حضوراً عبر الإنترنت أن يحدد في وصيته ما يجب فعله ببياناته وحساباته الاجتماعية.
علقت آنا لاركينا، خبيرة تحليل محتوى الويب لدى كاسبرسكي، قائلةً: «غالباً ما يتم تجاهل مسألة إدارة البصمة الرقمية في الأنشطة اليومية عبر الإنترنت. ومع ذلك، تؤكد نتائج الاستطلاع على نقطة بالغة الأهمية، حيث يدرك عدد كبير من المشاركين إمكانية تسبب الهويات المسروقة في مشاكل شخصية هائلة للمستخدمين أو أحبائهم. ونظراً لهذه المخاطر، فمن الحكمة اتخاذ تدابير استباقية لتعزيز الخصوصية وحماية الهويات الرقمية. وبذلك، يمكن للأفراد ضمان أمن واحترام حضورهم عبر الإنترنت، أياً كان الأمر.»
لتعزيز خصوصية المستخدمين، توصي كاسبرسكي بما يلي:
- استخدام حل أمني حديث لمراقبة البيانات الشخصية التي تعالجها التطبيقات بسهولة والحد من جمع البيانات إذا تطلب الأمر.
- الحفاظ على تحديث نظام التشغيل، والمتصفح، وأي برمجية أمنية، إذ غالباً ما تتضمن التحديثات إصلاحات للثغرات الأمنية التي يمكن استغلالها.
- نظراً لأن جميع الخدمات عبر الإنترنت لا تكشف عن البيانات التي تجمعها وطريقة استخدامها، سيساعد اتباع تعليمات أداة التحقق من الخصوصية عبر الإنترنت في الحد من كمية المعلومات التي تتم مشاركتها عبر الإنترنت.
يتوفر تقرير كاسبرسكي الكامل بعنوان «الحماس، والخرافة، وانعدام الثقة الكبير - كيف يتفاعل المستهلكون العالميون مع العالم الرقمي» عبر هذا الرابط.
حول الاستطلاع
في شهر يونيو 2024، كلفت كاسبرسكي شركة Arlington Research بإجراء استطلاع رأي عبر الإنترنت يشمل 10 آلاف مشارك لاستكشاف آراء المشاركين بشأن الخرافات الرقمية الحالية، ودور الذكاء الاصطناعي في حياة الإنسان، ومسألة الخلود الرقمي. وشملت العينة ألف مشارك من كل من المملكة المتحدة، وألمانيا، وفرنسا، و500 مشارك من إسبانيا، وإيطاليا، والبرتغال، والبرازيل، والمكسيك، وروسيا، وكازاخستان، والهند، والصين، وإندونيسيا، وتركيا، والمملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، وجنوب إفريقيا.