تخطي إلى المحتوى الرئيسي

راقب باحثو كاسبرسكي عن كثب مشهد التهديدات المتقدمة المستمرة (APT) في دولة الإمارات العربية المتحدة، وأعدّوا 49 تقريرًا استقصائيًا يتعلق بـ 16 عصابة رقمية تستهدف البلاد بنشاط منذ اندلاع الجائحة في العام 2020.

واشتملت التقارير على معلومات عن التهديدات والتحقيقات المرتبطة بالعصابات الرقمية التي تستهدف دولة الإمارات، التي تُعدّ صاحبة أكبر عدد من التقارير الصادرة من جميع دول الشرق الأوسط، ما يجعلها واحدة من أكثر البلدان المستهدفة بالتخريب الرقمي في المنطقة. ووجدت كاسبرسكي أن هذه العصابات تستهدف في الأساس المؤسسات الحكومية والهيئات الدبلوماسية فضلًا عن المؤسسات التعليمية في الدولة. وتشمل الجهات المستهدفة الأخرى المؤسسات المالية وشركات تقنية المعلومات ومرافق الرعاية الصحية وشركات المحاماة ومؤسسات الجيش والدفاع. وشملت بعض العصابات الرقمية سيئة السمعة التي تقف وراء التهديدات المتقدمة المستمرة والتي جرى التحقيق فيها في دولة الإمارات، SideCopy وMuddyWater وDeathStalker وZeboracy وTurla وLazarus.

ووجد فريق البحث أن "استغلال التطبيقات العامة" و"الحسابات السارية" و"التصيد" كانت أكثر نواقل الهجوم شيوعًا في استهداف البنى التحتية في الإمارات. وشنّت عصابة SideCopy، مثلًا، حملات تجسس ببرمجيات خبيثة تستهدف جهات مختلفة، فيما استهدفت عصابة MuddyWater الشرق أوسطية التجسسية الجهات الحكومية وشركات الاتصالات والنفط بهدف استخلاص المعلومات باستخدام الحسابات المخترقة لإرسال رسائل بريد إلكتروني تصيدية مع مرفقات موجّهة إلى أشخاص مستهدفين بعينهم. وهناك التروجان Zeboracy الذي يُوظّف ضمن حملات التجسس الرقمي لجمع البيانات الأولية من الأنظمة المخترقة. أما عصابة Turla فتشتهر بإجراء حملات تصيد موجهة وهجمات باستراتيجية "حفرة الماء" التي ترصد مواقع الويب التي تتردد عليها جهة ما بكثرة و"تفخّخها" ببرمجيات خبيثة. وبدورها تقدّم عصابة DeathStalker خدماتها "لمن يدفع" وتركز على التجسّس الرقمي على شركات المحاماة والمؤسسات المالية، وتشتهر باستخدام نهج تكراري سريع لتصميم البرمجيات، ما يجعلها قادرة على تنفيذ حملات فعالة. أما عصابة Lazarus فتستخدم بدورها استراتيجية هجوم "حفرة الماء".

وأكّد عبدالصبور عروس الباحث الأمني في فريق البحث والتحليل العالمي التابع لكاسبرسكي، أن التهديدات الموجهة تزداد تعقيدًا كل يوم، قائلًا إن التحقيق في نشاط هذه العصابات الرقمية وإعداد التقارير حولها "يتيح لنا رؤية واسعة ومتعمقة لفهم دوافعها وتحركاتها، ما يمكّننا من تزويد أصحاب المصلحة المعنيين بالمعرفة التي يحتاجون إليها للبقاء في مأمن من أخطارها". وأضاف: "ثمّة حاجة ملحّة لتبقى مختلف المؤسسات مطلعة على أحدث التطورات، ما يسمح لفرق الأمن بالتنبؤ بالخطوات التالية للمهاجمين واتخاذ الخطوات المناسبة لحماية أنفسهم ضد الحوادث المستقبلية".

من جانبها، شدّدت نوف القحطاني كبير محللي تهديدات الأمن السيبراني لدى شركة الاتصالات السعودية، على أن الموظفين في أية شركة هم "خط الدفاع الأول" ضدّ الهجمات الرقمية، مؤكّدة أنهم "يتحملون جانبًا من المسؤولية" في حماية البيانات التي تُعد من أهم الأصول المؤسسية. وقالت إن من الضروري أن تقدم الشركات التدريب المناسب على الأمن الرقمي لجميع موظفيها وتعرّفهم بالسبل الآمنة لتشغيل الأجهزة ومشاركة البيانات داخليًا وخارجيًا، وفهم الطبيعة المتطورة للجرائم الرقمية، من أجل تحصين ذلك الخط الدفاعي. وأضافت الخبيرة الأمنية: "يعرف الموظفون المطلعون على مبادئ الأمن الرقمي كيف تبدو ملامح إنذارات الخطر عندما تقع شبكات الشركة وأجهزتها ومعلوماتها تحت التهديد. أما خطّ الدفاع الثاني بعد الموظفين فأراه يتمثل في معلومات الإستخبارية عن التهديدات، التي يجب للشركات والمؤسسات أن تحرص على التزوّد بها".

وتواصل تقنيات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والبلوك تشين والتقنيات المالية وشبكات الجيل الخامس 5G اكتساب مزيد من الزخم على امتداد القطاعين العام والخاص في دولة الإمارات، التي باتت مهيّأة لتغدو رائدة عالميًا في الاقتصاد الرقمي، وغالبًا ما ترتبط زيادة الاتصال بالإنترنت بزيادة التهديدات الرقمية الموجهة. وقد جهزت الدولة نفسها لمواجهة حتى أكثر هجمات الأمن الرقمي تحديًا، وذلك بوضعه في طليعة جهود التحوّل الرقمي. وقد احتلّت الدولة، وفقًا لمؤشر الأمن الرقمي العالمي، المرتبة الثانية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في التزامها بالأمن الرقمي، ما يؤكّد حرص الحكومة على مواصلة الارتقاء بالقدرات الأمنية.

وتراقب كاسبرسكي عصابات التهديدات المتقدمة المستمرة وتتيح للجهات المهتمّة سبلًا فريدة ودائمة للوصول إلى نتائج التحقيقات والاكتشافات، بما يشمل البيانات التقنية الكاملة المتاحة في مجموعة من التنسيقات، والخاصة بكل عصابة من عصابات التهديدات المتقدمة المستمرة بمجرد ظهورها. وتتعاون كاسبرسكي مع السلطات القانونية وتشاركها المعلومات اللازمة لتتبع العصابات التي تقف وراء مثل هذه الهجمات وتقديم أفرادها للعدالة.

-انتهى-

كاسبرسكي تحدّد أبرز التهديدات المتقدمة المستمرة في دولة الإمارات

راقب باحثو كاسبرسكي عن كثب مشهد التهديدات المتقدمة المستمرة (APT) في دولة الإمارات العربية المتحدة، وأعدّوا 49 تقريرًا استقصائيًا يتعلق بـ 16 عصابة رقمية تستهدف البلاد بنشاط منذ اندلاع الجائحة في العام 2020.
Kaspersky Logo