تركت جائحة كورونا أثرها في العديد من المنشآت، لكن الشركات الصغيرة عانت تداعيات الجائحة أكثر من غيرها. وأظهرت نتائج أبحاث أجريت في بعض البلدان أن ما يَصل إلى 90% من الشركات الصغيرة قد شهدت تأثيرًا سلبيًا جرّاء الأزمة، مثل انخفاض الإنتاج والمبيعات والإيرادات، بل إن بعضها أقفل أبوابه إلى غير رجعة. ويمكن للطريقة التي يتغلّب بها الموظفون على مثل هذه التحديات، لا سيما في الشركات التي تضم عشرة موظفين أو أقلّ، أن تؤثر كثيرًا في حالة الأعمال، لذلك وجب على قادة الأعمال مراقبة مشاعر الموظفين ومتابعة ما يمكن أن يترتب على أعمالهم التجارية جرّاء الحالة المعنوية لموظفيهم.
وفي هذا السياق، كشفت أحدث دراسة استطلاعية[1] أجرتها كاسبرسكي عن وجود فجوة في التوقعات المتعلقة بالحصول على الدعم لا سيما في المساعدات الاجتماعية والمزايا الإضافية، مثل تغطية نفقات الإنترنت والهاتف. وأظهرت الدراسة أن 49% من موظفي الشركات الصغيرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يرغبون في الحصول على مزيد من الدعم في هذا المجال، مقارنةً بنسبة 52% بين الموظفين العاملين في شركات متوسطة الحجم[2].
كما أظهرت الدراسة البحثية افتقاد الموظفين للتواصل الشخصي؛ إذ تمنّى 24% من موظفين الشركات الصغيرة و28% من موظفي الشركات المتوسطة لو أن لديهم المزيد من نقاط التواصل الشخصي مع زملائهم عند العمل عن بُعد. وشكّل الدعم الفني، مثل المساعدة في تقديم المعدات والأدوات التقنية المناسبة، مسألة مهمة أخرى افتقر إليها الموظفون العاملون في كل من الشركات الصغيرة (44%) والمتوسطة (45%).
ووجدت الدراسة من جانب آخر حاجة إلى الدعم المعنوي أو النفسي، بالقدر نفسه تقريبًا بين موظفي الشركات الصغيرة (31%) والمتوسطة (31%)؛ إذ لم يقتصر تأثير الجائحة على عمل الموظفين وحياتهم اليومية، وإنما تسبب أيضًا في القلق على صحتهم وصحة أحبائهم، فضلاً عن القلق حيال المستقبل بصورة عامة. ما جعل دعم الصحة النفسية مسألة مهمة لأي موظف.
وقال إيفان ساليخوف مدير منتجات الشركات الصغيرة والمتوسطة لدى كاسبرسكي، إن أصحاب الشركات الصغيرة من ذوي الخبرة ربما شعروا بالاكتفاء الذاتي في ظلّ واقع العمل الجديد، ما قد يكون ساعد شركاتهم على توجيه جميع مواردها في سبيل تحقيق الصمود المطلوب، لكنه أضاف: "الحفاظ على إنتاجية الموظف ومعنوياته يستلزم الحرص على تزويده بكل ما يحتاجه للعمل. وعندما يتعلق الأمر بإعداد الجوانب التقنية للموظفين سيظلون بحاجة إلى المساعدة في الاستخدام الآمن لتقنية المعلومات حتى وإن كانوا يعملون على أجهزة حاسوب محمولة شخصية ويتولون بأنفسهم إدارة الوصول إلى جميع خدمات الويب".
وتوصي كاسبرسكي باتباع التدابير التالية لتسهيل ظروف العمل عن بُعد للموظفين:
يمكن الاطلاع على التقرير الكامل المعنون بـ "تأمين مستقبل العمل".
كلفت كاسبرسكي شركة الأبحاث المستقلة "سنسسوايد" بإجراء دراسة استقصائية شملت 8,076 موظفًا من الشركات الصغيرة إلى المتوسطة (10 موظفين - 250 موظفًا) في البرازيل وبلجيكا والصين وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان ولوكسمبورغ وماليزيا والمكسيك وهولندا وروسيا وإسبانيا وجنوب إفريقيا وتركيا ودولة الإمارات وبريطانيا والولايات المتحدة، وذلك في أكتوبر 2020.
تشمل هذه الشريحة من الشركات الصغيرة والمتوسطة الشركات التي يعمل بها ما بين 50 و100 موظف للشركات الصغيرة وما بين 101 و250 موظفًا للمتوسطة.