أظهرت دراسة بحثية جديدة أجرتها كاسبرسكي وشملت 389 من مؤسسات الرعاية الصحية من 36 دولة، أن 86% من هذه المؤسسات قد أتاحت لمراجعيها خدمات التطبيب عن بُعد، وأن 44% منها بدأت في تقديم هذه الخدمات إبّان الجائحة. لكن الدراسة وجدت أن 63% من مؤسسات الرعاية الصحية واجهت حالات رفض فيها المرضى تلقّي خدمات الرعاية الصحية عن بُعد بسبب مخاوف أمنية.
أظهرت دراسة بحثية جديدة أجرتها كاسبرسكي وشملت 389 من مؤسسات الرعاية الصحية من 36 دولة، أن 86% من هذه المؤسسات قد أتاحت لمراجعيها خدمات التطبيب عن بُعد، وأن 44% منها بدأت في تقديم هذه الخدمات إبّان الجائحة. لكن الدراسة وجدت أن 63% من مؤسسات الرعاية الصحية واجهت حالات رفض فيها المرضى تلقّي خدمات الرعاية الصحية عن بُعد بسبب مخاوف أمنية.
وغيرت الأحداث العالمية في مجال الرعاية الصحية خلال العامين الماضيين نظرة الناس إلى هذا القطاع، الذي تكيفت مؤسساته مع الظروف الجديدة. وتخطط 56% من مؤسسات الرعاية الصحية اليوم لزيادة استثماراتها في تقديم الرعاية الصحية عن بُعد وحلول الرعاية الافتراضية. واستطلعت كاسبرسكي آراء صانعي القرار في مجال الرعاية الصحية للتعرّف على سبل التحوّل الرقمي في القطاع والمشكلات التي ترى أنه ينبغي حلّها لخلق عالم يمكن فيه للجميع الوصول بسرعة إلى رعاية ميسورة التكلفة وعالية الجودة.
وفقًا للدراسة، يرى 67% من المشاركين من أنحاء العالم أن خدمات الرعاية الصحية عن بُعد من شأنها أن تُضفِيَ قيمة كبيرة على قطاع الرعاية الصحية في غضون السنوات الخمس المقبلة. ويرى المختصون أن التطبيب عن بُعد عملي ويتمتع بمزايا كثيرة، كالوصول الفوري، وتقليل العدوى بين المرضى والموظفين، والقدرة على مساعدة المزيد من الناس في مدة زمنية أقصر.
ويلقى هذا النهج الإيجابي قبولًا في سياق الممارسات الطبية الواقعية، إذ رأت نحو نصف مؤسسات الرعاية الصحية (53%) أن معظم مرضاها يُبدون اهتمامًا أكبر بالتطبيب عن بُعد لاتسامه بالراحة مقارنة بالحضور الشخصي إلى الطبيب. وتشتمل المزايا الأخرى الجذابة التطبيب عن بُعد في أن التقنيات الحديثة توفر الوقت والجهد والمال، وتتيح الفرصة للتشاور مع أطباء أكثر خبرة.
وقد أدّت هذه المنافع إلى زيادة إقبال المرضى من جميع الفئات العمرية على خدمات الرعاية الصحية المقدمة عن بُعد. وبخلاف الصور النمطية التي تقول إن كبار السن أقل ميلًا للثقة في التقنيات الحديثة، قال 51% فقط من مقدمي الخدمة إن غالبية المرضى المراجعين لمؤسساتهم ممن يستخدمون تقنيات الاتصال عن بُعد تقلّ أعمارهم عن 50 عامًا.
ويُعدّ التطبيب المتزامن عن بُعد الخدمة الأكثر شيوعًا التي تقدمها المؤسسات (67%)، وذلك يتمثل بالاتصال الفوري المباشر مع المرضى سواء عبر الفيديو أو الدردشة. أما ثاني أكثر الخدمات شيوعًا فهي التطبيب غير المتزامن عن بُعد (44%)، تليه خدمة مراقبة المريض عن بُعد عبر الأجهزة القابلة للارتداء (41%) التي تجمع بيانات المرضى وتخزّنها في منصة سحابية آمنة لتكون متاحة لاستخدام المختصين الطبيين.
ومع ذلك، فقد واجه 84% من المشاركين في الدراسة حالاتٍ رفَض فيها المرضى إجراء مكالمة فيديو مع الطاقم الطبي، وأفاد 63% بأن الأشخاص رفضوا التطبيب عن بُعد بسبب مخاوف تتعلق بالخصوصية أو سرية البيانات. وتضمنت أسباب الرفض الأخرى عدم الرغبة في الظهور على الفيديو (55%)، وانعدام الثقة عمومًا بخدمات التطبيب عن بُعد (40%)، وغياب الأدوات المناسبة (26%).
ولم يقتصر الأمر على المرضى القلقين بشأن خصوصيتهم؛ فقد ذكر 90% من مقدمي الرعاية الصحية أن الأطباء في مؤسستهم أعربوا عن مخاوف بشأن حماية بيانات المرضى عند الحصول على الخدمات الطبية عن بُعد، وأن 41% فقط من المستطلعة آراؤهم أبدوا اطمئنانهم إلى وجود التدابير الأمنية اللازمة في مؤسساتهم.
وأكّدت إيفغينيا نوموفا النائب التنفيذي للرئيس لأعمال الشركات لدى كاسبرسكي، أهمية ترسيخ الثقة في قطاع الرعاية الصحية. ولكنها أشارت إلى أن اعتماد المزيد من مؤسسات الرعاية الصحية على التقنيات والمنتجات الرقمية لدعم خدماتها، يجعل المرضى راغبين في الشعور بالطمأنينة حيال خصوصية بياناتهم الطبية، ما يدلّ على الارتباط الوثيق لمستوى الثقة داخل القطاع بقدرة المؤسسات على ضمان سلامة المعلومات الحساسة التي يجمعونها ويشاركونها ويخزنونها.
وقالت نوموفا إن الوقت قد حان لمؤسسات الرعاية الصحية لوضع الأمن الرقمي على رأس أولوياتها في ضوء التطوّر السريع والتعقيدات التي تجعل قطاع الرعاية الصحية أكثر جاذبية للاستهداف من قبل الجهات التخريبية، داعية المؤسسات إلى تقييم مستوى دفاعاتها الحالية، واعتماد الحلول والأدوات المناسبة بحكمة. وأضافت: "سوف تتمكن مؤسسات الرعاية الصحية بهذه الطريقة من بناء مستقبل أكثر ازدهارًا، حيث لن تكون مخاطر الأمن الرقمي أو المخاطر المرتبطة بالتطبيب عن بُعد عائقًا أمام تقدمها، ويمكن للجميع بالتالي الحصول على مساعدة طبية عالية الجودة".
وتؤكد الدراسة أن أمن التطبيب عن بُعد يمثل مشكلة لكل من مقدمي الخدمات والمراجعين، ونظرًا لأن خصوصية بيانات الحساسة يجب أن تأتي على رأس أولويات أي مؤسسة، فإن خبراء كاسبرسكي يقدمون التوصيات التالية لمساعدة مؤسسات الرعاية الصحية على إنشاء مستوى عالٍ من الاستعداد الأمني الرقمي:
- تقديم التدريب على التوعية الأمنية للموظفين الذين يمكنهم الوصول إلى المعلومات الشخصية للمرضى. ويجب أن يغطي التدريب أهم الممارسات، كالاستخدام الصحيح لكلمات المرور وأمن البريد الإلكتروني والمراسلات الخاصة وتصفح الويب.
- يتطلب الرواج المتزايد لخدمات التطبيب عن بُعد استخدامًا مكثفًا للأجهزة الحاسوبية وتقنية المعلومات. لذا تضمن الحلول الأمنية التحكّم في البنى التحتية التقنية المعقدة والتأكد من حماية جميع الأجهزة المرتبطة بالشبكات المؤسسية.
- الحرص على حماية المعدات الطبية المشتملة على أنظمة رقمية، فعادة ما يكون لهذه الأنظمة قدرة تشغيلية منخفضة ويمكنها فقط أداء مهام محددة. لذا يجب أن تعالج الحلول الأمنية الخاصة بالأنظمة المضمَّنة أحدث التهديدات وأن تكون متوافقة مع الأجهزة منخفضة الجودة.
- استخدام جدار حماية يعمل كحاجز أمام التهديدات الخارجية لحماية خوادم الويب من أنواع مختلفة من البرمجيات الخبيثة، تشمل الفيروسات وبرمجيات الفدية والتروجانات.
يمكن الاطلاع على التقرير الكامل والتفاصيل المتعلقة بحالة التطبيب عن بُعد.
-انتهى-