في السنوات القليلة الماضية ازداد عدد الأطفال الذين يجوبون فضاء الانترنت اللامتناهي- العالم الذي صنعه الكبار للكبار. وانتشرت الجدالات الحادة حول ضرورة السماح للأطفال استخدام الشبكة العنكبوتية. غالبية المحللين والباحثين وحتى المستخدمين العاديين يجيبون على هذا السؤال بالإيجاب. ويقولون إن الانترنت...
بقلم ماريا ناميستنيكوفا
في السنوات القليلة الماضية ازداد عدد الأطفال الذين يجوبون فضاء الانترنت اللامتناهي- العالم الذي صنعه الكبار للكبار. وانتشرت الجدالات الحادة حول ضرورة السماح للأطفال استخدام الشبكة العنكبوتية.
غالبية المحللين والباحثين وحتى المستخدمين العاديين يجيبون على هذا السؤال بالإيجاب. ويقولون إن الانترنت يسمح للأطفال التعلم وتطوير مهاراتهم في التواصل الافتراضي الذي أصبح جزءا من حياتنا. وفي هذا السياق تأتي مسألة إنشاء فضاء آمن للأطفال مثل الباحات المخصصة للعب الأطفال في حياتنا الواقعية. هنا يمكن للاطفال التواصل مع أقرانهم، مشاركتهم ألعابهم. كما أوجدت مواقع الكترونية خاصة بالأطفال تشبه كتب الأطفال. قصص وروايات وأناشيد وكتب تعليمية للصغار وحتى دفاتر التلوين – كل هذا يمكننا ان نجده على رفوف موارد الانترنت الخاصة بالأطفال. كما تم إنشاء أنظمة البحث في الانترنت للصغار جدا، وتأتي من بين نتائج البحث مواقع للأطفال فقط.
الانترنت للأطفال- ليس عبارة عن عروض واسعة، بل طلب ضخم من جانب الأطفال وأولياء الامور. ويمكن التأكد من ذلك بإدخال كلمات مفتاحية مثل المواقع الخاصة بالاطفال أو الشبكات الاجتماعية للأطفال وسنحصل على قائمة طويلة بالنتائج التي تتضمن هذه الكلمات.
وكما ترون أنه في كل الطلبات المذكورة نرى أن موقع Google يعطي المستخدم أكثر من خيار.
وبمراعاة أن نمو رقعة مواقع الانترنت للاطفال وزيادة عدد المستخدمين من الاطفال في الشبكة ككل، أصبح من الصعب سماع أصوات المنددين بهذه الفكرة. غير أن هؤلاء الناس موجودون بالفعل ولديهم الكثير البراهين على ضرورة حظر استخدام الانترنت من قبل الأطفال. غالبية هذه البراهين مرتبطة بعدم استقرار نفسية الطفل التي يمكن تجرحها مواضيع مخصصة للكبار منشورة على الانترنت بسهولة. هذه المشكلة لها حل ويسمى بـ"المراقبة الأبوية". ونقصد بهذه الجملة ليس العملية التربوية التي يمارسها الأولياء بل مكون حماية المعلومات التي من شأنها أن تحجب الصفحات التي يحظر على الأطفال دخولها.
وهناك موضوع آخر متعلق بأمان الأطفال في الانترنت مثار اهتمام أولياء الأمور وهو: هل الانترنت الخاص بالأطفال هو منطقة آمنة بالفعل كما يقال؟ وهل أولياء الأمور على حق عندما يمنحون الثقة لما يقوله مطوري المواقع أن لا شيء يهدد سلامة الأبناء والحواسيب؟ برأيي أن الإجابة على هذين السؤالين ستكون "لا". في هذه المقالة سأتحدث عن ماهية المخاطر التي قد يصادفها الأطفال وذويهم في انترنت الأطفال "الآمن".
عناصر "غريبة" في باحة الأطفال
هنا سنورد مثالا اعتياديا: تسمحون لطفلكم اللعب في الباحة أمام البيت، وبعد ساعتين يعود الطفل إلى المنزل وهو يبكي وبدون لعبته المفضلة. وذلك لأن مشاغبين دخلوا الباحة.
قد يكون المشاغبون من أقرانهم أو مراهقون قرروا إيذاء الصغار. ومثل هذه المشاكل نصادفها في الشبكات الاجتماعية للصغار. فقد يصادف أطفالنا في صفحاتهم الخاصة من الموقع الاجتماعي كلمات بذيئة أو رسائل خاصة تتضمن أشياء مزعجة. وهذا قد يؤثر على مزاجهم ونفسيتهم. ونحن ندرك أن مثل هذه الأشياء ليس أسوأ شيء يمكن أن يحدث لأطفالنا، فهي تعدهم نوعا ما لما قد يحدث معهم عندما يكبرون. لكننا نتفهم أن حساسية الاطفال تجاه مثل هذه الأشياء مفرطة إذ ليس كل بالغ يستطبع السيطرة على مشاعره فما بالك الطفل الصغير.
والأسوأ من ذلك عندما يقوم الكبار البالغون بإيذاء الصغار. ولا أعني بذلك الإزعاجات الخفيفة بل عن الجرائم التي تستهدف الاطفال. الشبكات الاجتماعية، المنتديات وغرف الدردشة الخاصة بالصغار- هذه بيئة مثالية لاستهداف الصغار من قبل هواة الأطفال. ولا يتسن الكشف عنهم بسرعة لأنهم يعتبرون اعضاء في المنتديات شأنهم شأن الأعضاء الأطفال. للأسف لا أحد يملك إحصاءات دقيقة حول عدد المحتسبين البالغين في الشبكات الاجتماعية المخصصة للأطفال. ومن المعروف أن المحتسبين المشتبه بهم في هواية الاطفال يزورون هذه المواقع بشكل نظامي. وهؤلاء يشكلون خطرا كبيرا على الأطفال.
غالبا ما تكون ثقة الطفل في أصدقائه على الشبكة أعلى من ثقته في أصدقائه الواقعيين. وهذا قد يؤدي إلى أن الطفل يذهب لمقابلة أفضل صديق له دون ان يخبر والدته أو والده أو حتى زملاءه في المدرسة بذلك. وهذا ما يسعى إليه هواة الأطفال. فهدفه هو نيل ثقة الطفل واستدراجه للقائه وما يهم المجرم ألا يقوم الطفل بإخبار أي كان بذلك (فالصديق الافتراضي كان رجاؤه ألا يعرف احد بذلك). ونهاية مثل هذه اللقاءات متوقعة ومرعبة.
احذروا اللافتات الإعلانية!
كثيرا ما يعود الطفل من نزهته حاملا أفكارا غريبة حول شراء منزل جديد أو ضرورة الانتساب إلى فرقة رقص. فقد يكتسب الكثير من الأفكار المختلفة ويبدأ بطلب المال من والديه بإلحاح كي ينفذ فكرته.
الكثير من المواقع الالكترونية المخصصة للأطفال لا ترى ضيرا في جني المال عن طريق المشاركة في شبكات اللافتات العريضة. ولدى تفقد مواقع الانترنت المخصصة للأطفال الاجنبية وجدنا أن شبكة اللافتات " Ads by Google" تظهر للمستخدمين بعد تصفح أربعة مواقع. وعادة ما تجذبك الكلمات المستخدمة في اللافتة. وغالبا ما تكون هذه الكلمات متعلقة بموضوع التعليم وهنا سيكون احتمال أن يرغب طفلك الحصول على منحة دراسية غير موجودة او تعلم فن التنويم المغناطيسي بشرائه قرصا مضغوطا بقيمة 50 دولارا.
وقد تقع حالات وقوع الطفل ضحية نصب واحتيال الأهرامات المالية، فقد صادفت مثل هذه الحالة شخصيا في موقع مخصص للأطفال. فرغبة الطفل الصغير في مساعدة والديه ماليا قد تنقلب إلى نتائج لا تسر.
المواقع الروسية تقدم خدمات غير مسؤولة كهذه. فمثلا لدى البحث عن مواقع خاصة للأطفال ثالث موقع يقترحه Google سيكون موقعا للتواصل وتعليم الأطفال. كما تتضمن مدونات مختلفة، غرف الدردشة، منتدى وأشياء كثيرة أخرى للقراءة. وتشمل صفحة مثل هذا الموقع روابط مختلفة تحت عنوان عام "ما الجدير بالاهتمام في الانترنت؟"
:وهذا "الجدير بالاهتمام" في هذه الحالة يتحول إلى رابط يؤدي إلى برنامج مخادع لمكافحة الفيروسات. الروابط الثلاثة الأخرى من بينها رابط يظهر صورا جميلة لبعض النجوم المراهقين، رابط آخر يؤدي إلى موقع يمكن تحميل فيلم " Twilight 3’" منه. وهذا الفيلم لم يعرض بعد في دور السينما. وكل ما هم بحاجة إليه هو إرسال رسالة إلى رقم قصير.
: ويلاحظ أن هذا الموقع يقدم طرقا أخرى لجني المال
ترجمة: لتسديد تكاليف الخدمة، من فضلك:
- اتصل بالرقم القصير xxxx
- استمع إلى كلمة التقديم
- قم بإدخال رقم الخدمة 19371
- انتظر على الخط 5 دقائق
- بعد إجراء عملية التسديد استخدم الرمز qg5t3tsd4 لتدخل القسم السري من الموقع
وفقا للتعليمات في الرسم أعلاه على المستخدم الاتصال بالرقم القصير، إدخال رمز الخدمة والانتظار على الخط لمدة 5 دقائق. والاتصال على رقم التعرفة المخصوصة والبقاء لمدة خمس دقائق على الخط يوفر للمحتالين مبلغا من المال، جزء منه فقط مبلغ مستحق. والآن جاء الوقت لنتعرف على ما يحدث عندما نقوم بإدخال الرمز المعطى في النقطة الخامسة من التعليمات، أي ما يحدث عندما نقوم بدخول القسم السري. والذي حدث هو... لا شيء. فليس هناك قسم سري على الموقع. إنه فقط حيلة لانتزاع المال من مستخدمي الانترنت غير الحذرين. والمشكلة أن هذا المخطط يظهر على موقع مخصص للأطفال!
بالإضافة إلى اللافتات الإعلانية، فإن مواقع الانترنت المخصصة للصغار تحمل الكثير من المواد الدعائية والرسائل غير المرغوبة. فعلى سبيل المثال رسالة تصلك من مستخدم قام للتو بالتسجيل في الموقع أو زائر لهذا الموقع. أعتقد أن مثل هذه الرسائل يجب أن تدرس بعمق أكبر ذلك لأنها في غالبية الأحيان تتضمن رابطا خارجيا يؤدي إلى موقع إباحي أو مليء بالبرامج الضارة. أكثرية المواقع الغربية تعطل مثل هذه الروابط أو تنبئ المستخدم بأنه سيتم توجيهه إلى موقع خارجي. أما بشأن المواقع الروسية فإنها تتيح للطفل أن يتبع الرابط دون أن تنببه إلى أنه يغادر النطاق الآمن.
بالطبع لكل منتد أو موقع اجتماعي أو مدونة مراقبون يقومون بمراقبة المحتوى. لكن هذا ليس حلا جذريا للمشكلة. فليس بإمكان المراقبين فحص كل رسالة. المنتديات المعروفة عادة ما تنشئ قسما خاصا يمكن للمستخدمين من خلاله إعلام المراقبين عن روابط مؤدية إلى مواقع إباحية أو مواقع تتضمن برامج ضارة. مما لا شك فيه أن وجود الوعي بين المستخدمين أمر هام جدا، غير أن الشكوى دليل أن الكثير منهم قاموا بإتباع الرابط.
كثيرا ما تتضمن اللافتات الإعلانية (خاصة الغربية) عروض مغرية حسب ما تبدو- وكالات الموضة للأطفال أو زمالات دراسية وغيرها. إلا أنه نوع آخر من الاحتيال حيث يكون غالبية ضحاياه أطفال صغار وأولياء أمورهم. على سبيل المثال يقدم للطفال مكان في معهد مرموق أو فرصة أن يصبح طفلك عارض أزياء في عمر التاسعة أو العاشرة. في الحقيقة جميع هذه المنظمات تستهدف أولياء الأمور القادرين على دفع أموال طائلة لضمان مستقبل أبنائهم. كنتيجة يدفع الأبناء أموالا أكثر للحصول على منحة مقارنة بما كان سيدفعونه إذا قاموا بتسديد تكاليف دراسة أبنائهم. أما الدورة التعليمية لإعداد عارضي الأزياء قد تنتهي بأن يتم إضافة صورة الطفل إلى قاعدة بيانات التي قد يدخلها منتج معروف باحثا عن مواهب شابة.
المصروف
ما هو المبلغ الذي تستطيع أن تمنحه لطفلك ليلبي احتياجاته؟ لا أعتقد أن أحدا سيعطي طفله مبلغا كبيرا من المال ذلك لأن أي طفل سيصرف جميع الملبغ أو أن المبلغ سيسرق منه. لذلك لماذا يعتقد الكثير منا أن الشيء ذاته لن يحدث مع طفله خلال تصفحه الانترنت؟
لقد أظهرت دراسة حديثة ان نحو 25 بالمائة من الاطفال في بريطانيا يستخدمون البطاقات الائتمانية لوالديهم في تسديد الخدمات المقدمة عبر الانترنت. إلا أن المراهقين الذين يملكون بيانات البطاقة الائتمانية هم المستهدفون من قبل المحتالين. لقد علمنا بوجود حالات عندما كان البائعون عبر شبكة eBay يطالبون الاطفال الدفع مقدما مقابل السلع التي لم يكن ينوون إرسالها.
لحسن الحظ لم تسجل حتى الآن حالات التصيد التي تستهدف الأطفال في الانترنت. غير أن الخبراء في تكنولوجيا المعلومات يتوقعون ظهور مثل هذه الحالات قريبا نظرا لسهولة إقناع الاطفال بإدخال المعلومات الخاصة بالبطاقات الائتمانية لوالديهم إلى موقع يمارس التصيد.
المسامير الصدئة
كما نعلم أن دخول الأوساخ إلى الجرح على إصبع الطفل قد يسبب التيتانوس. الانترنت بشكل عام والمواقع المخصصة للاطفال يمكن أن تنقل العدوى بمختلف أنواعها.
كل يوم يسجل مكافح الفيروسات وجود نحو 20 موقع خاص بالأطفال مصاب بشفيرة ضارة. بعض من هذه المواقع يعرض سلعا للأطفال لكن غالبية هذه المواقع تعليمية أو ترفيهية يزورها أكثر من 100 مستخدم في اليوم.
إذا كان حاسوبك غير محمي ببرنامج مكافحة الفيروسات فإنك تعرضه للخطر إذا سمحت لأبنائك تصفح الانترنت عن طريقه.
تعتبر زيادة وعي الصغار بخطر هواة الاطفال وكيفية ممارستهم لـ"هوايتهم" هو الطريق الرئيسي لحمايتهم من الضرر في هذه الحالة. لكن ذلك لن يساعد في الحالات التي تشترك فيها البرامج الضارة: فالبرامج الضارة المستغلة قد تدخل الحاسوب عن طريق أي ثغرة في البرنامج.
في الرسم التالي نورد نتائج تصفح المواقع الخاصة بالأطفال لمدة ساعتين دون استخدام برامج مكافحة الفيروسات:
من الهام جدا أن نتذكر أن أي موقع يمكن أن يتعرض للاختراق ما يعني أن أي برنامج مكافحة الفيروسات منصب على حاسوبك يمكن أن يعطل حتى وإن كان طفلك يتصفح موقعا غير ضار حسب ما يبدو.
ماذا لو كان طفلك مشاغبا؟
الأطفال يتعلمون بسرعة. نحن نريد منهم أن يتعلموا الأشياء الجيدة فقط. إلا أنهم يتعلمون الأشياء التي يعتبرونها هم جيدة. "بفضل" الأفلام يعتبر الأطفال أن الاختراق أمر رائع ويؤثر ذلك على مستقبلهم. وقد كان هذا دافع مراهق ياباني قام باختراق موقع ترفيهي للألعاب وسرق 360 ألف دولار افتراضي. مثال آخر لطفل في التاسعة من العمر من فيرجينيا قام باختراق نظام تعليمي عن بعد Blackboard Learning System.
في الحقيقة إن اعتبار الاختراق أمرا رائعا خطر جدا. على الأطفال أن يدركوا أن المخترقين لا يختلفون عن المجرمين العاديين في شيء غير أنهم يرتكبون جرائمهم في الانترنت.
للأسف فإن الأطفال عادة ما يشعرون بأنهم يستطيعون التصرف بحرية في الانترنت. وهذا قد يكون السبب في محاولات الصغار بيع سلع غير موجودة عبر شبكة eBay بغرض جني أموال بطريقة غير شرعية. في بعض الأحيان يتجاوز هؤلاء الحدود بشكل كبير: فعلى سبيل المثال فتاة بريطانية في العاشرة من العمر حاولت عرض جدتها للبيع واصفة إياها بـ"المملة لكنها سيدة مسنة لطيفة". وقد حظي عرضها بالكثير من الردود لكن الصفقة، مما لا عجب فيه، لم تتم.
في الحقيقة مشكلة التصرفات السيئة للأطفال في الانترنت هي مسؤولية أولياء أمورهم بالدرجة الأولى. وما من شيء سيقنع الطفل أن ممارسة الاختراق أو عرض الجدة للبيع أمر سيء إذا كان هذا الطفل لا يفرق بين السلوك السيء والجيد.
الخلاصة
إذن هل نسمح للأطفال بتصفح الانترنت؟ مهما كان موقفنا من ذلك جوابنا يجب أن يكون نعم نظرا لأن الأطفال يجب أن يتعلموا كيفية التواصل مع العالم الافتراضي كما يتعلمون التواصل في العالم الحقيقي. إضافة إلى ذلك فإن إمكانيات اكتشاف العالم وكمية المعلومات المتاحة حول الانترنت لا حدود لها. إذا قام الكبار بمنع الصغار من استخدام الانترنت فإنهم يحرمونهم من الوصول إلى أكبر مورد للمعلومات في العالم.
الصيغة الصحيحة لهذا السؤال ستكون: هل يجب علينا أن نسمح للأطفال تصفح الانترنت بدون مراقبة؟
إن متوسط عمر الأطفال الذي يبدؤون خطواتهم الأولى في الانترنت يتراوح ما بين الخامسة والسادسة من العمر. في المدن الكبرى قد يكون عمر الطفل 3 أو أربع سنوات مع عدد قليل جدا من الاطفال الذين يباشرون دراستهم في المدرسة دون أن يكونوا قد دخلوا الانترنت. مما لا شك فيه أن الانترنت هو عالم للكبار كما في العالم الحقيقي ذلك لأنه هناك أشياء لا يفهمها الصغار وقد تكون خطرة عليهم.
طبعا نحن لا نسعى إلى السماح لأطفالنا بأن يتجولوا في المدينة الكبيرة بأنفسهم ذلك لأننا نعلم أن الخطر يحدق بهم. للأسف فنحن لا نعتبر الانترنت خطرا كما الشارع. حاليا نحو 70 بالمائة من المراهقين يتصفحون الانترنت دون أدنى مراقبة. للاطفال ممن تتراوح اعمارهم ما بين الرابعة والسابعة من العمر النسبة أقل بكثير لكنها مقلقة.
بشكل عام، الوالدان والطفل عادة ما يتصفحون الانترنت معا فقط عندما يتم تعليم الطفل طريقة التصفح. في هذه المرحلة يعلم الكبار أبناءهم التأقلم مع البيئة الجديدة. غير أنه عندما يبدأ الطفل باستيعاب الكيفية يتصور الكبار أن مهمتهم قد أكملت. إلا أن ذلك ليس إلا البداية لأنه الأطفال سريعو التصديق وليس بإمكنهم تقييم الوضع بشكل محكم وإلى جانب ذلك يمكن جرح مشاعرهم بسهولة. وفي حال قام الأطفال وأولياء أمورهم بتصفح الانترنت معا فهذا قد يساعد في حل مشاكل كثيرة وعديدة. من البديهي أن الطفل في عمر 10- 12 سنة يحتاج إلى بعض الخصوصية في التواصل الافتراضي مع أصدقائه ولن يكون سعيدا بوجود والديه بقربه على الدوام. في هذا العمر يجب على الطفل أن يعلم ما ينفعه وما يضره في الانترنت.في هذه الحالة يمكن للوالدين أن يسمحوا لطفلهم تصفح الانترنت بمفردهم: فلن تكون هناك حاجة في تواجد الأم أو الأب بقربه ومراقبة المراسلة وكل خطوة يقومون بها. فواجب الوالدين يكمن في مساعدة ودعم أطفالهم في الحالات الصعبة. فبالنسبة للأطفال الصغار فسيكونون سعداء بتصفح المواقع الشيقة برفقة أوليائهم.