يستخدم الملايين من الناس حول العالم مواقع المواعدة وتطبيقاتها عبر الإنترنت. وهناك العديد من قصص النجاح لأشخاص عثروا على الحب والرفقة عبر الإنترنت. ولكن بالإضافة إلى قصص النجاح، هناك أيضًا عمليات خداع تعيب التعارف والمواعدة عبر الإنترنت، وهي آخذة في الازدياد.
تحدث حيل الخداع بشأن المواعدة عبر الإنترنت، المعروفة أيضًا باسم الاحتيال العاطفي أو الرومانسي، عندما يعتقد شخص ما أنه قد حقق تواصلاً أو وجد تطابقًا من خلال موقع أو تطبيق مواعدة عبر الإنترنت، لكن الشخص الذي يتحدث إليه هو، في الواقع، محتال يستخدم ملفًا شخصيًا مزيفًا. يتلاعب المحتال أو يكسب ود الشخص الآخر لكسب ثقته بمرور الوقت، حتى يتمكن في النهاية إما من طلب المال أو الحصول على معلومات شخصية كافية عنه لسرقة هويته.
وهذا النوع من الجرائم آخذ في الازدياد. في عام 2016، تلقت لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية 11235 شكوى بشأن عمليات الاحتيال في المواعدة والعلاقات العاطفية. وبحلول عام 2020، ارتفع هذا الرقم إلى 52593 شكوى. تجاوزت الخسائر المتكبدة إثر عمليات الاحتيال في المواعدة عبر الإنترنت في الولايات المتحدة 300 مليون دولار أمريكي في 2020. أما في المملكة المتحدة، فبلغت هذه النوعية من الخسائر 68 مليون جنيه إسترليني. في ظل جائحة فيروس كورونا التي منعت اللقاءات الشخصية وأدت إلى قضاء الناس فترات أطول على الإنترنت، توفرت ظروف استطاع مجرمو الاحتيال العاطفي استغلالها.
ومع أن من الممكن أن يقع أي شخص على الإطلاق ضحية لعمليات الاحتيال العاطفي، فإن الأشخاص الأكبر سنًا يتعرضون لخسائر مالية أكثر فداحة من غيرهم. يستهدف المحتالون الأشخاص الأكثر تقدمًا في العمر لأن هناك احتمالاً أكبر لامتلاكهم أصولاً قيمة، مثل أموال التقاعد أو البيوت، يمكن للمحتالين سرقتها. يُعتقد أن قرابة ثلثي ضحايا الاحتيال العاطفي من السيدات، وأن متوسط أعمارهن 50 عامًا.
ويتصف الاحتيال من خلال المواعدة عبر الإنترنت بخسِّة خاصة، لأنه يتلاعب بمشاعر الأشخاص. تشرح هذه النظرة العامة عمليات الاحتيال الشائعة في المواعدة عبر الإنترنت، العلامات الدالة على أن شخصًا ما محتالٌ عاطفي، وكيفية الإبلاغ عن محتالي المواعدة عبر الإنترنت، وكيفية حماية نفسك منهم.
ما أكثر عمليات احتيال المواعدة عبر الإنترنت شيوعًا؟
تبدأ معظم احتيالات المواعدة بطريقة بريئة تمامًا. فقد ينشئ المحتال صفحات شخصية زائفة تبدو جذابة للآخرين إلى أقصى حد، ثم ينتظر تواصل الضحية معه لبدء المحادثة. أو من الممكن أن يبدأ هو التواصل مع الضحية، وقد يدعي أن هناك اهتمامات مشتركة أو حتى صلة معرفة بعيدة تجمع بينهما. وبمجرد أن يضمن الشخص المحتال أن الضحية التقطت الطُعم، تصبح الاحتمالات بلا حدود. لكن سنسرد هنا بعض أشهر أنواعها:
الاحتيال العاطفي "العسكري"
في الاحتيال العاطفي "العسكري"، قد يستخدم المحتال اسم جندي حقيقي وصورته أو ينشئ صفحة شخصية مزيفة بالكامل. يقوم المحتال بإرسال رسائل تبدو سليمة النية ولا غبار عليها، ربما لتعريف نفسه كشخص أوشك على الانتهاء من الخدمة أو المسيرة المهنية، ولديه أبناء كبار، وأرمل طبعًا، حيث فقد زوجته في ظروف مؤثرة. ينثر المحتال كلمات ذات طابع عسكري هنا وهناك في رسائله، مع بعض الرُتب، وأسماء المواقع العسكرية، مما يُكسب كلامه مصداقية وتأثيرًا إيجابيًا. ثم يبدأ المحتال في بناء صلة عاطفية قوية، لكن قبل أن يتم اللقاء وجهًا لوجه، يتم "استدعاء" هذا الشخص ذي الوظيفة العسكرية في مهمة.
وهنا تبدأ المطالبات بالنقود، إما لإعداد اتصال إنترنت جيد أو دفع ثمن رحلات العودة إلى الوطن أو تكملة "أوجه القصور" المزعومة في التغطية الطبية العسكرية أو خطة التقاعد. وفي حالات عديدة، يتعاون هؤلاء المحتالون مع متواطئ واحد أو أكثر؛ فيدّعي المتواطئ أنه طبيب أو محامٍ للحصول على تدفق ثابت من الأموال. وفي حالات كثيرة، تستمر عمليات الاحتيال العاطفي العسكري لشهور أو حتى لسنوات قبل أن يساور الضحايا الشك أخيرًا.
إن عمليات الاحتيال العاطفي "العسكري" شائعة للغاية في الولايات المتحدة الأمريكية، لدرجة أن الجيش الأمريكي أصدر صحيفة حقائق لكشف مجرمي الاحتيال العاطفي "العسكري" الذين ينتحلون صفة الجنود الأمريكيين المرسلين إلى خارج البلاد، ويمكنك قراءتها هنا.
عمليات الاحتيال الحميمية
في هذا النوع، يتواصل مع الضحايا أشخاص يفترض أنهم راغبون في الارتباط ويقطنون بالخارج، و"يصادقونهم" على مواقع متعددة للتواصل الاجتماعي. وبعد فترة من التواصل الرومانسي المكثف، يطلب المحتال التواصل مع الضحية عبر كاميرا الويب ليتمكنا من الدردشة سويًا. على أن كاميرا الشخص المحتال تكون - لسبب غامض - معطلة، لكنه يغدق بالثناء والمدح على الضحية، ومن خلال مزيج من الغزل والإصرار، يقنع "شريكته" بخلع بعض من ملابسها أو أداء بعض الأفعال الحميمية. بعد ذلك، يكشف المحتال عن هويته الحقيقة. ويدعي أنه قد سجَّل فيديو ويهدد بمشاركته مع الأصدقاء المشتركين على مواقع التواصل الاجتماعي أو نشره على الإنترنت، ما لم ترسل له الضحية مبلغًا من المال. وبمجرد أن تخضع له الضحية، تبدأ الدوامة، فتزداد المطالب حتى ترفض الضحية أخيرًا هذا الابتزاز.
مواقع التعارف والمواعدة الزائفة
تعتبر مواقع المواعدة الاحتيالية نوعًا مختلفًا قليلاً عن مواقع الويب الاحتيالية العادية، وهي تقدم خدمات مواعدة تدعي أنها تقدم لقاءات مشروعة، ولكنها إما قليلة المشتركين أو مليئة بالمحتالين. تتضمن إحدى عمليات الاحتيال الشائعة أن يطلب منك الموقع إنشاء صفحة شخصية ليجمع منها معلوماتك. وعليك أن تتوخى الحذر من استبيانات الاشتراك التي لا تكترث للكثير من تفاصيل المواعدة ولكن تمتلئ بالأسئلة المتعلقة بالشؤون المالية أو تطلب معلومات مثل اسم والدتك قبل الزواج أو مدرستك الأولى (أي إجابات عن أسئلة الأمان الشائعة).
قد تبدو بعض مواقع المواعدة المجانية عبر الإنترنت سليمة وأصيلة في البداية، ولكنها ستكشف عن وجهها الحقيقي بمجرد أن تصبح عضوًا لفترة من الوقت. كما قد تتلقى عرضًا للحصول على عضوية مميزة مجانية أو بعض المزايا الحصرية الأخرى مقابل إكمال استطلاع يحتوي على أسئلة مماثلة لتلك المستخدمة في الخدمات المصرفية. يجب ألا تكشف أبدًا عن أي معلومات يمكن استخدامها للوصول إلى التفاصيل الخاصة أو المالية، بغض النظر عن الحوافز التي يتم تقديمها لك.
وخذ حذرك أيضًا من زيادة الانتباه المفرطة بعد وقت قصير من إنشاء صفحتك الشخصية. إذا كانت صفحتك الشخصية تحتوي على بضعة أسطر، ويلا صورة، ولا تذكر تفضيلات محددة، ومع ذلك تنهال عليها رسالة بعد رسالة من الراغبين في الارتباط المحتملين، فمن المحتمل أنك وقعت في عملية احتيال في موقع المواعدة.
عمليات الاحتيال عبر التحقق من الرمز
هذه إحدى حيل تطبيق Tinder الشائعة. وهي عبارة عن رسالة بريد إلكتروني أو رسالة نصية تطلب منك التحقق من حساب Tinder الخاص بك. قد تدعي الرسالة أن Tinder يقوم بتحديث سجلاته، وتطلب منك التحقق من حسابك. وفي أشكال أخرى من هذه الخدعة، تتلقى مطابقة تمت عبر Tinder على الإنترنت ويُطلب منك التحقق قبل الانخراط في أي اتصال مستقبلي.
في هذه الأمثلة، يشجعك المحتال على النقر فوق رابط جهة خارجية للتحقق من حسابك. بمجرد النقر فوق الرابط، ستُطلب منك بيانات شخصية مثل اسمك وعنوانك ورقم هاتفك وبريدك الإلكتروني ورقم الضمان الاجتماعي وتاريخ ميلادك وحتى تفاصيل حسابك المصرفي أو بطاقة الائتمان الخاصة بك.
يتضمن Tinder بالفعل حسابات يتم التحقق منها، ولكن يتم ذلك داخليًا في Tinder. حيث أنه للحصول على العلامة الزرقاء بجوار الاسم في الصفحة الشخصية، يتم توجيه المستخدمين بواسطة التطبيق لالتقاط سلسلة من صور سيلفي، والتي تتم مقارنتها بعد ذلك بالصور الموجودة في صفحاتهم الشخصية للتحقق من مطابقتها. لذا كن حذرًا جدًا من أي وسيلة أخرى "للتحقق".
عمليات الاحتيال عبر البرمجيات الضارة
تعد البرمجيات الضارة تهديدًا شائعًا عبر الإنترنت كله، بما في ذلك مواقع المواعدة. على Tinder، على سبيل المثال، قد يتواصل معك الشخص الذي حدثت مطابقة بينك وبينه، ومن ثم يقدم لك مزيدًا من المعلومات على صفحة الويب الشخصية الخاصة به أو حتى صفحته الشخصية الزائفة على Facebook أو Instagram.
على أن هذه الصفحات غير أصيلة. بدلاً من ذلك، يتم توجيهك إلى صفحة ويب تحتوي على برمجيات ضارة ورسائل عشوائية يمكن أن تسمح للمحتالين بسرقة بياناتك الشخصية، مما يؤدي إلى سرقة الهوية والنصب المالي. وبشكل عام، كلما كان أي شخص يرتاد مواقع المواعدة عبر الإنترنت حريصًا على توجيهك إلى موقع آخر، يجب اعتبار ذلك مؤشر خطر محتمل.
عمليات الاحتيال عن طريق الصور
في هذا النوع من الاحتيال، يشجع المحتال الشخص الضحية على إرسال تفاصيل الاتصال الخاصة به مقابل الحصول على صور حميمة للمحتال. في الواقع، يقوم المحتال بصيد البيانات الشخصية، أو قد تكون عملية احتيال آلي تلعب على العاطفة والإثارة (من خلال عرض الصور الفاضحة) بغرض الوصول إلى بيانات الضحية، والتي يمكن استخدامها لاحقًا في النصب المالي.
عمليات احتيال الميراث
في هذا النوع، يدعي المحتال/المحتالة أنها بحاجة إلى الزواج لترث ما قيمته ملايين الدولارات من الذهب الذي تركه أبوها أو عمها أو جدها. ويفترض هنا أن الزواج شرط مسبق لتنفيذ الوصية والحصول على الإرث. تتصل امرأة شابة بالضحية لتقول إنها لا تستطيع إخراج الذهب من بلدها لأنها لا تستطيع دفع الرسوم أو ضرائب الزواج.
بمجرد أن تقوم المحتالة ببناء علاقة وطيدة بشكلٍ كافٍ مع ضحيتها، فإنها تطلب المال لمساعدتها في جلب الذهب إلى بلد الضحية. تعرض المحتالة السفر إلى بلد الضحية لإثبات صحة ادعاءاتها، لذلك يرسل الضحية أموالاً مقابل تكاليف الرحلة. وطبعًا لا داعي لأن نقول إن المحتالة لا تأتي أبدًا!
أنواع عمليات الاحتيال من خلال المواعدة عبر الإنترنت
في حين أن بعض هذه القصص قد تبدو غير محتملة، فمن المهم أن تتذكر أن الأشخاص الذين يقعون ضحايا غالبًا ما يعانون الوحدة والاحتياج العاطفي. والنصاب شخص ذكي، والمحتالون مهرة في التلاعب بالعواطف وتخدير عقول ضحاياهم بمرور الوقت. تشمل "الروايات" التي تظهر غالبًا في عمليات الاحتيال من خلال المواعدة عبر الإنترنت:
- يقول المحتال إنه بحاجة إلى أن ترسل الضحية إليه المال لدفع تكاليف الرحلات الجوية (أو أحيانًا جواز السفر) لزيارة بلد الضحية.
- يحتاج المحتال إلى مساعدة الضحية له في دفع فواتير الهاتف أو شراء كمبيوتر محمول جديد حتى يتمكن من الاستمرار في التواصل مع الضحية.
- يحتاج المحتال إلى المال لدفع تكاليف العلاج الطبي، إما لنفسه أو لأحد أفراد الأسرة المقربين.
- يقول المحتال إن لديه أغراضًا ثمينة محجوزة في الجمارك، وأنه بحاجة إلى دفع الرسوم ليتمكن من استعادة أغراضه والانضمام إلى الضحية في بلدها.
- يقول المحتال إن مديره دفع له مستحقاته في شكل حوالات بريدية، ويطلب من الضحية صرف الحوالات المزورة ثم تحويل الأموال إلى المحتال. يقوم البنك في النهاية بإرجاع الحوالة النقدية وليس الحوالة المصرفية.
- يحتاج المحتال إلى المال للانتهاء من دراسته قبل أن يتمكن من زيارة الضحية.
غالبًا ما تسمع مصطلحات المعاكسات أو الاحتيال عبر المعاكسات فيما يتعلق بعمليات الاحتيال العاطفي. يُقصد بالمعاكسات أن يقوم شخص بإنشاء شخصية أو هوية خيالية على وسائل التواصل الاجتماعي أو موقع المواعدة لاستهداف ضحية معينة. إلى جانب المكاسب المالية، يمكن أن تكون دوافع المعاكسات أحيانًا مجرد التسبب في ضائقة أو ضرر أو ربما تمكين الجاني من تنفيذ رغبة خيالية أو تحقيق أمنية. والمصطلح مشتق من فيلم وثائقي من 2010 MTV بعنوان Catfish.
علامات عمليات الاحتيال العاطفي: مؤشرات ينبغي الالتفات إليها
بغض النظر عن النظام الأساسي أو التطبيق المستخدم، كالمعاكسات الاحتيالية على Facebook، أو الاحتيال من خلال المواعدة على Instagram، أو الاحتيال على موقع Plenty of Fish، أو خدع اللقاءات على Snapchat، وما إلى ذلك، فإن العلامات الدالة على وجود احتيال من خلال المواعدة عبر الإنترنت تتضمن:
محاولة المحتال نقلك إلى خارج تطبيق أو موقع المواعدة سريعًا:
يرجع هذا إلى أن تطبيقات المواعدة عبر الإنترنت غالبًا ما تحتوي على فرق رعاية العملاء التي تراقب السلوك الغريب. وإذا لاحظوا أن مستخدمًا يرسل نفس الرسالة إلى العديد من المستخدمين، أو أي نشاط آخر غير عادي، فيمكنهم الإبلاغ عنه بصفته مريبًا. لتجنب ذلك، يحاول المحتالون نقلك إلى نظام أساسي آخر مثل WhatsApp أو ما شابهه. وفي ذلك، قد يستخدمون أعذارًا مثل "عضويتي على وشك الانتهاء"، أو "لا أحب تسجيل الدخول هنا كل يوم"، أو "الدردشة على WhatsApp أسهل من هنا".
تتحول المحادثة إلى حديث رومانسي بسرعة كبيرة.
هناك اتجاه شائع في المعاكسات الاحتيالية، وهو أن يصبح المحتال جادًا جدًا بسرعة كبيرة. وقد يغدق عليك بمجاملات مبالغة ويدعي الوقوع في حبك. وربما يدعي أنه يشعر بوجود رابط وطيد بينكما، أو يخبرك أنك توأم روحه وأنه لم يشعر بمثل هذه الأحاسيس تجاه أي شخص من قبل. يبلغ الضحايا عادة أن هذا التحول يحدث في وقت مبكر.
يسألك المحتال الكثير من الأسئلة عن نفسك.
وهذا لأنه كلما علم معلومات أكثر عنك، سيكون التلاعب بك أسهل عليه. سيختلق المحتال قصة وهمية عن نفسه - أو عن نفسها - أيضًا وقد يدعوك للبدء في التواصل هاتفيًا. وقد تستمر هذه المرحلة عدة أسابيع، بل عدة شهور.
وتتسم قصص المحتال بالتضارب.
وهذا لأن الكذب عادة ما يُنسى، لذا ينسى المحتال ما أخبرك به من قبل. وفي بعض الأحيان، يعمل المحتالون بشكل جماعي، حيث يتصرف عدد من الأشخاص خلف هوية واحدة. لذا، ينبغي أن تساورك الشكوك إذا كانت أقوال الشخص الذي تتواصل معه متضاربة. إذا كان بعض تفاصيل حكايته غير متسقة مع أشياء قالها في السابق، فقد يكون هذا مؤشرًا دالاً على كذبه.
صورة الصفحة الشخصية تبدو كصور عارضي الأزياء.
يستخدم محتالو المعاكسات صور أشخاص جذابين لضمان اهتمام الضحية. غالبًا ما تكون هذه صور لممثلين أو عارضين أو ربما حتى صورة مشتراة من مكتبة صور. إذا كانت صورة الملف الشخصي تبدو جميلة جدًا لدرجة يصعب تصديقها، فمن السهل التحقق مما إذا كانت الصورة حقيقية. سيظهر البحث العكسي عن الصور إذا ما تم استخدام صورة الصفحة الشخصية في أي مكان آخر على الإنترنت.
عدم وجود أي أثر رقمي للشخص.
في حين أن بعض الأشخاص لا يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي ويحاولون تقليل كمية المعلومات الشخصية المتعلقة بهم على الإنترنت، إلا أنه قد يكون من المريب ألا تتمكن من العثور على أي أثر لشخص ما على الإنترنت.
استخدام نصوص مستعارة.
غالبًا ما لا يهتم المحتالون بكتابة نصوص تعريفية أو رسائل على صفحاتهم الشخصية، ولكن بدلاً من ذلك ينسخونها من مواقع الويب أو صفحات المواعدة الأخرى. للتحقق من ذلك، يمكنك البحث عن النص المشبوه عبر الإنترنت لمعرفة ما إذا كان هناك أي تطابق بينه وبين نص مستخدم في مكان آخر. وإذا وجدت ذلك التطابق، فلا ترد على ذلك الشخص.
رفض الاتصال عبر Skype أو مكالمات الفيديو أو المقابلة الشخصية.
دائمًا ما يجد المحتال ذريعة لعدم تمكنه من الاتصال بأي من هذه الطرق. يقول الأشخاص الذين تعرضوا للاحتيال بشكل عام إن الشخص الآخر قد قدم أعذارًا مستمرة لتجنب التواصل المرئي. والسبب الواضح هو أنهم لا يشبه صورة صفحته الشخصية. كما أنه يريد تجنب تحديد هويته لمنع تعقبه بعد ذلك.
تبدو حياة الشخص كأنها مسلسل تلفزيوني.
من السمات الشائعة في المعاكسات الاحتيالية أن يقوم المحتالون بتأليف قصص تفصيلية تتضمن المرض أو المآسي العائلية أو الحوادث الكبرى التي تولد التعاطف وتساعد على تأجيل اللقاء وجهًا لوجه. إذا كان لرفيقك المحتمل قصة حياة تبدو غير معقولة، فقد تكون تعرضت لعملية احتيال.
السكن البعيد.
يحاول المحتالون تكوين علاقات بعيدة المدى لأن هذا يجعل لديهم عذرًا لعدم مقابلة الطرف الآخر شخصيًا. وهذا يمنحهم الوقت لتهيئة ضحاياهم وكسب ثقتهم. وستشمل القصص التي يروونها أسبابًا يجعل من الصعب إجراء المقابلات وجهًا لوجه. أو قد يرتب المحتال للقاء الضحية، ثم يلغي الموعد في آخر لحظة.
طلب المال.
وبالطبع، فإن العلامة الأكيدة على الطرف الآخر محتال مواعدة هي عندما يطلب منك المال. كل الاستمالة والتلاعب - الذي قد يستغرق أسابيع أو شهورًا - عبارة عن تمهيد يسبق طلب المال. سيبرر المحتال طلبه للمال بأسباب متنوعة، وعليك حتمًا رفض ذلك الطلب.
كيفية الابلاغ عن محتال المواعدة
إذا وقعت ضحية لعملية احتيال من خلال المواعدة عبر الإنترنت، فلا تخف من التحدث عنها. غالبًا ما لا يتم الإبلاغ عن الاحتيال العاطفي نظرًا لأن الضحايا قد يخجلون جدًا أو يحرجون من إخبار الناس بمجرد أن يدركوا أنهم قد تم النصب عليهم.
تخصص الولايات القضائية المختلفة حول العالم وكالات مختلفة يمكنك الإبلاغ لديها عن عمليات الاحتيال العاطفي، ومنها على سبيل المثال:
- في الولايات المتحدة الأمريكية، يمكنك الإبلاغ عن عمليات احتيال من خلال المواعدة عبر الإنترنت إلى لجنة التجارة الفيدرالية أو مركز شكاوى جرائم الإنترنت التابع لمكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)
- في المملكة المتحدة، يمكن الإبلاغ إلى Action Fraud (أعمال الاحتيال)
- في أستراليا، يمكنك الإبلاغ إلى لجنة المنافسة والمستهلك الأسترالية
من المفيد أيضًا الإبلاغ عن عملية الاحتيال إلى موقع أو تطبيق المواعدة عبر الإنترنت ذي الصلة. أرسل اسم المستخدم المحتال وأكبر قدر ممكن من التفاصيل ذات الصلة، بما في ذلك المحادثات والمعاملات، حتى يتمكن مشرفو الموقع من اتخاذ خطوات لحماية أي شخص آخر من الاستهداف.
وإذا تكبدت خسائر مالية، يجب عليك أيضًا الاتصال بالمصرف الذي تتعامل معه في أقرب وقت ممكن لشرح ما حدث.
نصائح لأمنك عند المواعدة عبر الإنترنت: كيفية الحفاظ على أمنك من المحتالين من خلال المواعدة عبر الإنترنت
إليك 12 نصيحة لتجنب مخاطر المواعدة عبر الإنترنت:
- عند استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، ينبغي عدم قبول طلبات الصداقة من أشخاص لا تعرفهم.
- تجنب الكشف عن معلومات شخصية كثيرة في صفحتك الشخصية على موقع المواعدة أو لشخص ما قمت بالدردشة معه عبر الإنترنت فقط. إذ يمكن للمحتالين استغلال تفاصيل مثل اسم عائلتك أو مكان عملك للتلاعب بك أو سرقة هويتك.
- استخدم مواقع المواعدة ذات السمعة الحسنة، واستمر في التواصل من خلال خدمة المراسلة الخاصة بها. سيحاول المحتالون إقناعك بالانتقال إلى التواصل عبر الرسائل النصية أو وسائل التواصل الاجتماعي أو الهاتف بسرعة، لكي لا يتضمن موقع المواعدة دليلاً على أنهم يطلبون منك المال.
- في التأني السلامة. ينبغي طرح أسئلة على الشريك المحتمل والحذر من التناقضات والأقوال المتضاربة التي قد تنم عن وجود عملية احتيال.
- يجب الحذر البالغ من رسائل المجاملة المفرطة. الصق النص في محرك بحث واطلع على ما إذا كانت نفس الكلمات تظهر على مواقع الويب المخصصة لفضح الرسائل الرومانسية الاحتيالية.
- لا تشعر بإحساس زائف بالأمان لأنك أنت من بادرت بالتواصل. يقوم المحتالون بإغراق تطبيقات المواعدة ومواقع الويب بصفحات شخصية زائفة وينتظرون وصول الضحايا إليهم.
- تجنب إرسال صور فاضحة إلى الغرباء عبر الإنترنت، والتي يمكن استخدامها لاحقًا لابتزازك.
- اقطع الاتصال فورًا إذا بدأت ترتاب في أن الشخص قد يكون محتالاً. أخطر موقع أو تطبيق المواعدة الذي قابلت من خلاله المحتال بهذا الشأن.
- تجنب النقر فوق الروابط أو تنزيل الملفات في حقل "نبذة عن المستخدم" أو الرسائل المرسلة إليك، والتي تبدو غير مرتبطة بالمحادثة التي تجريها.
- إذا وافقت على مقابلة شريك محتمل شخصيًا، يجب إخبار العائلة والأصدقاء عن وجهتك وإجراء المقابلة في مكان عام. لا يُنصح بالسفر إلى الخارج للقاء شخص لم تقابله من قبل.
- لا ترسل أبدًا أموالاً أو بطاقات هدايا أو تفصح عن تفاصيل حسابك المصرفي لشخص قابلته عبر الإنترنت فقط.
من الطرق المهمة للبقاء آمنًا بشكل عام على الإنترنت استخدام حل شامل لمكافحة الفيروسات، مثل Kaspersky Total Security، الذي يحميك من المتسللين والفيروسات والبرمجيات الضارة.
تلعب عمليات الاحتيال من خلال المواعدة عبر الإنترنت في الغالب على المستخدمين سهلي الاختراق. ومع ذلك، فمن خلال فهم طرق الاحتيال الشائعة وكيفية تجنب المحتالين، يمكنك تجاوز الاحتيال العاطفي وتكوين صلات حقيقية بدلاً من ذلك.
مقالات ذات صلة: