تخطي إلى المحتوى الرئيسي

لماذا يجب أن تتعامل الشركات الصغيرة مع الأمن الإلكتروني على محمل الجد

في السنوات الأخيرة، اعتمدت الشركات صغيرة ومتوسطة الحجم (SMBs) بشكل متزايد استخدام التقنية الرقمية للعمل عن بعد والإنتاج والمبيعات، بالطريقة نفسها التي اتبعتها الشركات الكبيرة. لكنها لم تتبع ذلك دائمًا باهتمام كافٍ للأمن الإلكتروني، حتى في الوقت الذي تسببت فيه شبكات الكمبيوتر الموسعة لديهم في ثغرات أمنية جديدة للتهديدات الإلكترونية. ويعد هذا خطأ لأن الهجمات الإلكترونية يمكن أن تسبب أضرارًا جسيمة - على صعيد المال والسمعة - مما يعني أن الأمن الإلكتروني للشركات الصغيرة يستحق أن يؤخذ على محمل الجد.

ما المقصود بالأمن الإلكتروني؟

الأمن الإلكتروني سلسلة من العمليات والاستراتيجيات التي تحمي أنظمة الشركات الهامة ومعلوماتها الحساسة من الهجمات الإلكترونية واختراقات البيانات. وأصبحت الهجمات الإلكترونية متطورة بشكل متزايد مع تطور مشهد التهديدات، حيث يستخدم مجرمو الإنترنت الذكاء الاصطناعي والهندسة الاجتماعية لإنشاء طرق جديدة للهجوم. ونتيجة لذلك، بات يتعين على الشركات تعزيز جهود الأمن الإلكتروني للتصدي لها.

لماذا تعتبر الشركات الصغيرة عرضة للاختراق بسبب الهجمات الإلكترونية؟

قد تعتقد أن مجرمي الإنترنت يركزون معظم جهودهم على المؤسسات الأكبر، لكن في الواقع، يوجد دليل على أن الشركات الصغيرة قد تكون أكثر عرضة للاختراق بالهجمات الإلكترونية. ويرجع السبب في هذا في الغالب إلى افتقار الشركات الصغيرة إلى موارد المؤسسات الكبيرة للحماية من التهديدات الإلكترونية. وهي تنفق أموالاً أقل على الأمن الإلكتروني ومن المرجح أن تستخدم برامج قديمة وغير مدعومة. ويجعلها هذا أهدافًا أسهل لمجرمي الإنترنت.

بالإضافة إلى ذلك، من المرجح أن توظف الشركات الصغيرة أشخاصًا يستخدمون أجهزتهم الخاصة في العمل. ورغم أن هذا يوفر الوقت والتكلفة، إلا أنه يزيد أيضًا من احتمالية التعرض لهجوم من برامج ضارة، لأن الأجهزة الشخصية أكثر عرضة لمخاطر التنزيلات الضارة.

تشمل دوافع مجرمي الإنترنت لاستهداف الشركات الصغيرة ما يلي:

الأموال: يكون الدافع الرئيسي هو المكاسب المالية. ومع أن الدافع وراء بعض الهجمات الإلكترونية هو الرغبة في تعطيل العمل أو الانتقام، إلا إن معظمها يستهدف تحقيق مكاسب. ولهذا السبب تعتبر برامج طلب الفدية طريقة شائعة للهجوم. وطالما أن أي طريقة هجوم مربحة، سيستمر المتسللون في استخدامها.

القدرة الحاسوبية: في بعض الأحيان، يرغب المتسللون في استخدام أجهزة كمبيوتر إحدى الشركات لتجنيدها في جيش من الروبوتات لتنفيذ هجمات الحرمان من الخدمة الموزعة (DDoS). وتعمل هجمات الحرمان من الخدمة الموزعة من خلال توليد كميات هائلة من حركة المرور على الويب بشكل مصطنع لتعطيل خدمة شركة ما. وتساعد الروبوتات المخطوفة على توليد حركة مرور تتسبب في حدوث أعطال.

روابط الكيانات الأخرى: ستكون الشركات الصغيرة مرتبطة رقميًا بكيانات أخرى، من خلال المعاملات وسلاسل التوريد ومشاركة المعلومات. ولأنه قد يكون من الصعب اختراق الشركات الكبيرة، يستهدف المتسللون أحيانًا الشركات الأصغر كوسيلة لمهاجمة أنظمة الشركات الأكبر.

ما نوع التهديدات الإلكترونية التي يمكن أن تؤثر على الشركات الصغيرة؟

قبل وضع استراتيجية للأمن الإلكتروني لعملك، من المفيد فهم طبيعة التهديدات. وتشمل التهديدات الإلكترونية التي تؤثر على الشركات الصغيرة ما يلي:

الهندسة الاجتماعية:

نوع من الجرائم الإلكترونية التي تخدع شخصًا أو تتلاعب به ليكشف معلومات حساسة لأغراض احتيالية. ومن الممكن أن تتخذ الهندسة الاجتماعية أشكالًا مختلفة، بما في ذلك ما يلي:

برامج طلب الفدية:

تعد برامج طلب الفدية واحدة من الطرق الأكثر شيوعًا التي يستخدمها المتسللون لاستهداف الشركات. وتتسبب برامج طلب الفدية في قفل أجهزة الكمبيوتر وتشفير البيانات، مما يجعل هذه الأجهزة بمثابة رهينة. ولكي يستعيد المالكون الوصول إلى بياناتهم، يجب عليهم دفع فدية إلى المتسلل، حتى يقوم بتشغيل مفتاح فك التشفير. وأظهرت التقارير أن ما يصل إلى 71% من هجمات برامج طلب الفدية تستهدف الشركات الصغيرة، بمتوسط طلب فدية يبلغ 116 ألف دولار أمريكي. وغالبًا ما تدفع الشركات الصغيرة والمتوسطة الفدية لأنها قد لا تمتلك نسخة احتياطية من بياناتها وتريد العودة إلى العمل في أسرع وقت ممكن.

البرامج الضارة:

تعد البرامج الضارة مصطلحًا شاملاً للبرامج الضارة المصممة لإلحاق الضرر بجهاز أو شبكة المستخدم. وتضم مجموعة متنوعة من التهديدات الإلكترونية مثل فيروسات حصان طروادة والفيروسات (وفي الواقع، تعد برامج طلب الفدية شكلاً من أشكال البرامج الضارة). وتُلحق هجمات البرامج الضارة الضرر بالشركات الصغيرة لأنها تستطيع شل الأجهزة، وتتطلب إصلاحات أو بدائل باهظة الثمن. ويمكنها أيضًا منح المهاجمين بابًا خلفيًا للوصول إلى البيانات، مما يعرض العملاء والموظفين للخطر.

شبكة الروبوتات (البوت نت):

شبكة الروبوتات (البوت نت) هي شبكة من أجهزة الكمبيوتر التي تعرضت للاختراق وتم إصابتها ببرامج ضارة، مما يسمح لها بدمج قوة المعالجة لتنفيذ الهجمات الإلكترونية. وتم اعتبارها تهديدًا للمؤسسات الأكبر لبعض الوقت، لكن في السنوات الأخيرة، يتم استهداف الشركات صغيرة ومتوسطة الحجم أيضًا.

هجمات الحرمان من الخدمة الموزعة:

يهدف هجوم الحرمان من الخدمة الموزعة أو هجوم DDoS إلى تعطيل موقع ويب عن طريق إغراقه بحركة مرور من العديد من المصادر المختلفة. ويمكن أن يؤدي هجوم الحرمان من الخدمة الموزعة الناجح إلى جعل موقع الويب الخاص بك غير متصل بالإنترنت تمامًا، مما يجعل من المستحيل على العملاء الوصول إليه.

حقن تعليمات SQL:

إذا كانت شركتك تمتلك قاعدة بيانات على SQL (التي تعني لغة الاستعلام الهيكلية)، فمن المحتمل أن تكون عرضة للاختراق بسبب حقن تعليمات SQL. ويشير حقن تعليمات SQL إلى حقن جزء من التعليمات البرمجية الضارة في قاعدة بيانات SQL. وحسب طبيعة التعليمات البرمجية الضارة، قد تكون العواقب خطيرة جدًا. على سبيل المثال، يمكنها حذف البيانات، وتعريض معلومات المستخدم الحساسة للخطر، وفي الحالات القصوى، إيقاف تشغيل النظام بأكمله. ويعد هذا النوع أحد أكثر أشكال الهجوم على مواقع الويب شيوعًا.

فني مختبر يحمل جهازًا

ما ضرورة الأمن الإلكتروني للشركات الصغيرة والمتوسطة

توجد أسباب عديدة توجب أن يُؤخذ الأمن الإلكتروني للشركات الصغيرة والمتوسطة بشكل عام على محمل الجد:

إمكانية تكبد خسائر مالية:

قد بتسبب حادث إلكتروني في تدمير الموارد المالية لشركة صغيرة، وفي بعض الأحيان يكون هذا التدمير دائمًا. ويمكن أن تؤثر تكلفة الاسترداد، وفقدان الدخل أثناء فترة التوقف، بالإضافة إلى أي غرامات مالية لعدم الامتثال للتشريعات بشكل خطير على صافي أرباحك.

الإضرار بالسمعة:

إذا عانى عملك من اختراق للبيانات يؤثر على تفاصيل العملاء، فحسب حجم الهجوم وكيفية التعامل معه، قد يكون له تأثير خطير على سمعة شركتك. وقد يؤثر ذلك على قدرتك على الاحتفاظ بالعملاء والموظفين الجدد وجذبهم.

تعريض موظفيك للخطر:

إذا سرق مجرمو الإنترنت معلومات الموظف الحساسة، مثل ملفات الموارد البشرية السرية وتواريخ الميلاد والمعلومات المالية وما إلى ذلك، فسيكون هؤلاء الموظفون عرضة لخطر سرقة الهوية والجرائم الإلكترونية الأخرى.

القدرة على مواصلة العمليات:

أصبحت الشركات من جميع الأحجام تعتمد بشكل كبير على أنظمة الكمبيوتر، خاصة منذ جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19). ويعني الاعتماد على الخدمات السحابية والهواتف الذكية وإنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي أن أي خلل ناتج عن هجوم إلكتروني يعيق بشكل خطير قدرتك على العمل وإجراء المعاملات بشكل طبيعي.

الامتثال للوائح:

زادت السلطات القضائية في جميع أنحاء العالم من تشريعاتها فيما يتعلق بالإنترنت. على سبيل المثال، يوجد في أوروبا اللائحة العامة لحماية البيانات (GDPR) وفي كاليفورنيا، يوجد قانون خصوصية المستهلك في كاليفورنيا. وتفرض مثل هذه اللوائح التزامات على المؤسسات التي تجمع البيانات وتخزنها، مع فرض عقوبات على عدم الامتثال - مما يؤكد على حاجة الشركات من جميع الأحجام إلى أخذ خصوصية البيانات على محمل الجد. ويمكنك قراءة المزيد عن القوانين التي تحكم الإنترنت هنا.

يواصل مشهد التهديدات التطور:

يتزايد حجم وتعقيد التهديدات الإلكترونية. وتشير التقديرات إلى اختراق أكثر من 30000 موقع ويب يوميًا، وإنشاء أكثر من 300000 برنامج ضار جديد كل يوم على مستوى العالم. ويبحث مجرمو الإنترنت دائمًا عن طرق جديدة لاستغلال ومهاجمة الشركات من جميع الأحجام. ولا يعني أن شركتك ربما لم تتعرض لهجوم حتى الآن أنك محصن.

كم مرة تتأثر الشركات الصغيرة بالتهديدات الإلكترونية؟

ازدادت مخاطر التعرض لهجوم إلكتروني على الشركات الصغيرة والمتوسطة في السنوات الأخيرة - وهي بالفعل أعلى من المخاطر التي تتعرض لها المؤسسات الأكبر - في السنوات الأخيرة. على سبيل المثال، في عامي 2020 و2021، زادت اختراقات البيانات في الشركات الصغيرة على مستوى العالم بنسبة 152% مقارنة بالعامين السابقين، وفقًا لوحدة RiskRecon، التي تتبع شركة MasterCard وتتولى تقييم مخاطر الأمن الإلكتروني للشركات. وكان هذا الرقم ضعف ما تعرضت له الشركات الكبرى خلال الفترة نفسها.

وجدت دراسة أجرتها شركة IBM في عام 2021 أن 52% من الشركات الصغيرة تعرضت لهجوم إلكتروني في العام السابق. لكن على الرغم من ذلك، فإن العديد من الشركات غير متأهبة لذلك، حيث كشف استطلاع رأي أجرته UpCity، وهي شركة أمريكية لتقديم خدمات الأعمال، أن 50% فقط من الشركات تمتلك خطة للأمن الإلكتروني لعام 2022.

عندما تكون البيئة الاقتصادية صعبة، من الطبيعي أن تركز الشركات على العمليات اليومية وبقائها في الوقت الحاضر. لكن نظرًا لطبيعة التهديدات الإلكترونية، فإن الأمن الإلكتروني جانب رئيسي لبقاء الأعمال على المدى الطويل.

كيف يمكنك حماية شركتك الصغيرة من التهديدات الإلكترونية؟

لحماية الشركات الصغيرة والمتوسطة من التهديدات الإلكترونية، تحتاج إلى إنشاء استراتيجية للأمن الإلكتروني. ويجب أن تتضمن استراتيجية الأمن الإلكتروني القوية ما يلي:

  • تدريب الموظفين وتوعيتهم
  • أمان الشبكة
  • أمان البنية التحتية
  • أمان التطبيقات
  • أمان المعلومات
  • أمان الخدمات السحابية
  • التعافي من الكوارث أو استمرارية الأعمال في حالة وقوع هجوم خطير

من الضروري تعزيز ثقافة الأمان داخل عملك. ويجب على الموظفين والمديرين تعلم ممارسات الأمان الأساسية الجيدة واتباعها. ومع ذلك، الحذر وحده لا يكفي. ويجب على الشركات الصغيرة والمتوسطة أيضًا الاستثمار في أدوات الأمان المناسبة لحماية أعمالها.

حماية شبكات الشركات الصغيرة

يتحدث المتخصصون في الأمن الإلكتروني كثيرًا عن أمان الشبكات. ويبدو الأمر كما لو أنه شيءٌ ينطبق فقط على المؤسسات الكبيرة، لكن أي مؤسسة تتضمن أكثر من جهاز كمبيوتر واحد تمتلك شبكة. وفي الواقع، إذا كان الموظفون يستخدمون هواتفهم الذكية لأغراض العمل، فإن الكمبيوتر المكتبي الواحد، بالإضافة إلى تلك الهواتف الذكية، تشكّل شبكة خاصة بالشركة.

ويمثل الوعي بأمان الإنترنت طبقة الحماية المهمة الأولى. ويجب حماية الوصول إلى الشبكة بكلمات مرور قوية، والتي يجب تغييرها بانتظام.

يجب أن يتعلّم المستخدمون الذين يمكنهم وصول إلى الشبكة توخي الحذر عند التعامل مع البريد الإلكتروني. ولا تنقر فوق الروابط في رسائل البريد الإلكتروني ما لم تكن واثقًا من أن رسالة البريد الإلكتروني واردة بالفعل من مصدر معروف وموثوق فيه. واحذر رسائل البريد الإلكتروني التي ترد من الزملاء، لكنها لا تتضمن أي رسالة شخصية حقيقية. واحذر أيضًا رسائل البريد الإلكتروني، التي من المفترض أنها واردة من المصارف أو المؤسسات الأخرى، والتي تطلب منك توفير معلومات الحساب. وكلاهما علامة تحذيرية للرسائل الاحتيالية التي تسعى إلى خداع المستلمين.

الاستثمار في الحماية الفعالة

ستعمل ممارسات الأمان الرئيسية الجيدة على الحدّ بشكل كبير من فرصة المجرمين الإلكترونيين في اقتحام الشبكة الخاصة بشركتك. لكن أمان الشركات الصغيرة يتطلب أيضًا حلولاً مناسبة مخصصة للمؤسسات.

ولا تكفي أساليب الحماية المجانية المخصصة للشركات الصغيرة دائمًا. تُعدّ أدوات الأمان المجانية بمثابة أدواتٍ تسويقية في الأساس. ويمكن أن تفيد في استكشاف أحد الحلول المحتملة، على أساس التجربة قبل الشراء، لكنها محدودة بطبيعتها. ومع ذلك، تتوفر الأدوات الفعّالة لأمان الشركات الصغيرة بأسعار في متناول الجميع.

يجب أن تحتوي حلول الأعمال الفعالة على هذه الميزات الخمس الرئيسية التالية:

  • يجب أن تتضمن حماية ضد فيروسات الكمبيوتر والبرامج الضارة الأخرى.
  • نظرًا لأن الوصول إلى شبكة الهاتف المحمول أصبح الآن عالميًا تقريبًا، فيجب أن توفر الحلول أمان الهاتف المحمول.
  • يجب أن توفر تشفير الملفات الفردية أو المجلدات أو قرص البيانات بالكامل.
  • يجب أن توفر الحماية لنقاط النهاية - الأجهزة والمواقع المختلفة التي تتيح الوصول إلى الشبكة.
  • أخيرًا وليس آخرًا، يجب أن يتضمن حل أمان الشركات الصغيرة الفعّال أدوات إدارة الأنظمة، مثل إدارة التصحيحات لتحديث الحماية.

مع توفر الحماية الفعّالة وممارسات أمان الإنترنت الجيدة، تستطيع الشركات الصغيرة حماية أنفسها من المجرمين الإلكترونيين. وقد يحاولون اقتحام الأبواب المؤدية إلى شبكتك، لكن عندما لا تستجيب تلك الأبواب، فإنهم ينتقلون للبحث عن ضحية أسهل.

مقالات وروابط أخرى متعلقة بأمان الشركات الصغيرة:

لماذا يجب أن تتعامل الشركات الصغيرة مع الأمن الإلكتروني على محمل الجد

قد تكون الشركات الصغيرة عرضة للاختراق بسبب مجموعة من التهديدات الإلكترونية. اكتشف سبب أهمية أمان الشركات الصغيرة والمتوسطة وأمان تقنية المعلومات للشركات الصغيرة.
Kaspersky logo

مقالات ذات صلة