سرقة الهوية في تزايد مستمر. وفقًا لشبكة Digital Journal، ينفق الأمريكيون حاليًا أكثر من 3.5 مليارات دولار سنويًا على خدمات حماية الهوية، لكن لا يزال الكثير منهم يقع ضحية لسرقتها. كيف يحصل المهاجمون على هذه المعلومات؟ مَن هم المعرضون لهذا الخطر؟ والأهم من ذلك، كيف يمكنك حماية نفسك؟ هذا كل ما تحتاج إلى معرفته.
ما هو المقصود بسرقة الهوية؟
وفقًا لمكتب التحقيقات الفيدرالي، "تحدث سرقة الهوية عندما يحصل شخص ما بشكل غير قانوني على المعلومات الشخصية لشخص آخر ويستخدم هذه المعلومات في ارتكاب سرقة أو احتيال". يمكن أن تكون المعلومات الشخصية أي شيء بداية من البيانات العامة مثل الاسم أو العنوان حتى البيانات الأكثر خصوصية مثل سجلات المستشفى أو تفاصيل الإقرار الضريبي أو المعلومات المصرفية. هناك العديد من الطرق الشائعة التي يمكن أن تحدث من خلالها سرقة الهوية.
- نتهاكات البيانات: وتتم عندما تقدم جزءًا من بياناتك الشخصية لوكالات الرعاية الصحية أو موقع التواصل الاجتماعي ويتم اختراق شبكتها، ويقوم المجرمون باستخدام بياناتك أو بيعها لأعلى سعر على شبكة الويب المظلمة. وحدثت إحدى هجمات سرقة الهوية الأكثر ضررًا عندما تم اختراق الخدمة الآلية لمكتب ضريبة الدخل الأمريكي وفُقدت ملايين السجلات الضريبية. وبذلك قد يستمر تقديم إقرارات ضريبية مزورة لسنوات بعد الواقعة. لقد كشف الاختراق الأمني لمكتب إدارة شؤون الموظفين في عام 2015 عن معلومات التعريف الشخصية الخاصة بـ 21,5 مليون مواطن أمريكي، ومنهم 4,2 ملايين موظف فيدرالي.
- الاستخدام غير الآمن لشبكات التواصل الاجتماعي: إذا كان بعض "أصدقائك" غير مخلصين بالدرجة الكافية، فربما يستغلون المعلومات الشخصية التي تنشرها أنت أو أفراد عائلتك على مواقع شبكات التواصل الاجتماعي الشائعة لتحقيق منفعة من خلال محاولة التقدم للحصول على بطاقات ائتمانية عبر الإنترنت أو الوصول إلى حسابك المصرفي.
- اختراقات البريد الإلكتروني: إذا لم تُغيّر كلمة مرور بريدك الإلكتروني بشكل دوري، فهناك احتمال كبير لاختراقه. وإذا استخدمت كلمة المرور نفسها لعدة مواقع، مثل مواقع الخدمات المصرفية أو مواقع التسوق، فيمكن للمتطفلين الوصول إلى جميع حساباتك، ومن ثم حرمانك من الوصول إليها، ومتابعة الإنفاق بلا قيود.
- الكشوفات المادية: على الرغم من عدم شيوع هذه الطريقة مقارنة بما كان الأمر عليه في السابق، لا يزال بإمكان الأطراف المهتمة اكتشاف الكثير عنك من خلال البحث في مهملاتك. احتفظ دومًا بالمستندات المالية وغيرها من المستندات الشخصية لمدة سبع سنوات على الأقل، وقم بتمزيق جميع معلومات التعريف الشخصية قبل التخلص منها.
ما مدى شيوع سرقة الهوية؟
كر مكتب إحصائيات وزارة العدل أن 17,6 مليون مواطن أمريكي تعرضوا لسرقة الهوية خلال العام 2014. ووفقًا لما ذكره مركز موارد سرقة الهوية<، كانت سرقة الهوية هي الشكوى الأولى للمستهلكين إلى لجنة التجارة الفيدرالية على مدار 15 عامًا. يتوفر الآن على الإنترنت الكثير من البيانات التي يمكن سرقتها مقارنة بما كان عليه الحال في السابق، ويمكن للمجرمين الوصول بسهولة عبر شبكة الويب المظلمة إلى مواقع التسوق والتواصل مع الراغبين في شراء هذه المعلومات المسروقة. ويتضح هذا الاتجاه في العديد من القطاعات. وفقًا لمجلة فوربس، ارتفع عدد المرضى المتضررين من سرقة الهوية الطبية بنسبة 22 بالمائة على مدار العام الماضي. على الرغم من عدم تعرض أغلب الضحايا لخسائر مالية ضخمة، وفقًا لموقع Investopedia، يقضي ضحايا السرقة معدل تسع ساعات على الأقل في حل هذه المشكلة، ويزداد عدد الساعات إلى 30 ساعة أو أكثر إذا فتح المجرمون حسابًا جديدًا باسمك.
ترتبط زيادة معدل سرقة الهوية بدرجة كبيرة باستعداد المستخدمين لمشاركة البيانات الشخصية عبر الإنترنت، سواء أكان ذلك عبر مواقع شبكات التواصل الاجتماعي أو عبر تقديم هذه المعلومات "بشكل آمن" إلى المصارف أو شركات البيع بالتجزئة عبر الإنترنت. يستهدف مرسلو الرسائل المخادعة حاليًا تجمع معلومات غير محدود عبر الإنترنت، وفي حالات كثيرة، لا يدرك الضحايًا أنه قد تم استغلالهم إلا بعد مرور فترة من الواقعة.
مَن يسرق هويتك؟
هناك مجموعة متنوعة من لصوص الهوية، ويأتي العديد منهم من أماكن غير متوقعة بدرجة كبيرة. يشير موقع Privacy Matters إلى أن أكثر من نصف الضحايا يعرفون مهاجميهم. فيمكن أن يكون المهاجم زميلاً في العمل أو صديقًا أو موظفًا أو جارًا أو حتى أحد أفراد العائلة. قد يرى الأطفال البارعون في التكنولوجيا فائدة في سرقة بطاقة ائتمان الوالد أو الوالدة وكذلك بيانات تسجيل الدخول إلى موقع Amazon لشراء بعض الأغراض، على افتراض أنه ليس هناك "ضحية" حقيقية إذا ما اعترفوا واعتذروا في نهاية الأمر. قد يرى معارفك في العمل فرصة لا تعوض عندما تترك حاسوبك من دون إقفال أو محفظتك من دون مراقبة.
ما الذي يفعله اللصوص بهويتك؟
هناك مساران للأمر إما: الاستخدام الفوري لها أو الاحتفاظ بها لبيعها. سيجرب المجرمون الذين يريدون استخدام بياناتك فورًا كل شيء، دفعة واحدة. سيحاولون اختراق البريد الإلكتروني والهاتف الذكي ومواقع البيع بالتجزئة للوصول إلى الحسابات المصرفية، كل ذلك بالتزامن مع الاتصال بشركات بطاقات الائتمان لإنشاء ملفات تعريف مستخدم جديدة. وعلى الرغم من قصر مدة هذه الهجمات، فإنها قد تكون مدمرة ماليًا. سيحتفظ مجرمون آخرون ببياناتك وسيحاولون إما بيعها أو فتح بطاقة ائتمان واحدة جديدة بحيث يستخدمونها حتى الوصول إلى الحد المسموح به وتبدأ حينها في تلقي اتصالات من وكالة التحصيل. ويصعب اكتشاف هذه الهجمات ويمكنها أن تؤدي إلى خسائر أفدح مع مرور الوقت.
مَن هي الجهات المستهدَفة؟
الإجابة المختصرة هنا هي: الجميع. فإذا كانت هناك أي بيانات تخصك على الإنترنت، كالمعلومات الشخصية أو بيانات بطاقة الائتمان أو العنوان أو رقم الهاتف، فأنت معرض للخطر. فالمجرمون لا يفرّقون.
ما مدى إمكانية تعرضك للخطر؟
كلما كثرت معلوماتك المتاحة على الإنترنت، كانت فرصة تعرضك للخطر أكبر.
تغريدة: كلما كثرت معلوماتك المتاحة على الإنترنت، كانت فرصة تعرضك للخطر أكبر. نشر التغريدة!
على الرغم من اتخاذ العديد من المواقع خطوات في سبيل حماية المعلومات الشخصية، فكل ما يقتضيه الأمر هو اختراق واحد للبيانات، وعندها توقّع عملية احتيال محتملة لبطاقة ائتمانك أو ما هو أسوأ. من المحتمل أن يصبح أي شيء تفعله على الإنترنت متاحًا للعامة، مثلما تعلّم ضحايا اختراق موقع Ashley Madison عام 2015 من الدرس القاسي الذي تعرضوا له. إضافة إلى مواجهتهم تهديدات بكشف أسمائهم أمام العالم، فقد تعرّض الكثير من ضحايا اختراق موقع Ashley Madison أيضًا لابتزاز الانتهازيين الذين حصلوا على البيانات. بغض النظر عن إعدادات الخصوصية في مواقع التواصل الاجتماعي أو ضمانات مواقع الويب، يمكن لعملية اختراق واحدة للشبكة أو البريد الإلكتروني أن تكشف ما تعتقد بأنه خاص، وهو ما قد يؤدي إلى ضرر على المستوى المادي والعاطفي.
كيف يمكنك حماية نفسك؟
لديك عدة خيارات عندما يتعلق الأمر بالحماية.
- الاستخدام في الحد الأدنى: استخدم وسائل التواصل الاجتماعي باعتدال. لا تستخدم اسمك الحقيقي ولا تنشر أي معلومات شخصية على الإطلاق ولا تشارك أي معلومات شخصية عبر خدمات الرسائل على مواقع التواصل الاجتماعي.
- دفع مقابل خدمة: يمكنك أن تدفع مقابل الحصول على خدمة تقوم على مراقبة أي نشاط غريب يستخدم معلوماتك الشخصية.
- الاستمرار بتحديث حاسوبك: يستخدم الكثير من المتطفلين الآن برامج ضارة لسرقة معلوماتك. تساعد المحافظة على تحديث حاسوبك باستخدام التصحيحات الأمنية وبرامج مكافحة الفيروسات، على الحماية ضد الثغرات الحالية واكتشاف الهجمات الجديدة.
- الاستعراض الآمن: للحد من فرصة الإصابة بالبرامج الضارة، لا تفتح مرفقات البريد الإلكتروني المجهولة أو تتصفح مواقع ويب مشبوهة
- التمتع بالوعي الذاتي: امض بعض الوقت في مراجعة كشف حساب بطاقة ائتمانك بحثًا عن أي مدفوعات غريبة واتصل بشركات مراقبة الائتمان مثل TransUnion أو Equifax بمجرد ملاحظة أي أمر غريب.
الاحتيال المتعلق بالهوية يتربص بنا. فأي معلومات تتيحها عبر الإنترنت تعرضك للخطر. احمِ نفسك من خلال مشاركة الحد من البيانات فتحكم قبضتك على هويتك على الإنترنت.
فيما يلي موضوعات أخرى وروابط مفيدة متعلقة بسرقة الهوية
- البرامج الضارة وفيروسات الحواسيب – حقائق وأسئلة متداولة
- أهم 7 تهديدات لأمن الأجهزة المحمولة
- حماية هوية مستخدمي Facebook من السرقة
- ظهور البرامج الضارة الخاصة بالأجهزة المحمولة
- الوقاية من سرقة الهوية: كيف تحافظ على أمان بياناتك الشخصية
- أهم 7 تهديدات للأمن الإلكتروني يجدر التنبه لها في 2016
- ماذا تفعل إذا سُرقت هويتك: دليل مفصّل
- الاختراقات الكبرى للمشاهير وكيف يمكن أن تطالك
- ماذا تفعل إذا تم اختراق حساب بريدك الإلكتروني
- أهم 6 رسائل مخادعة عبر الإنترنت يجدر التنبه لها
- أشهر عشرة متطفلين الأسوأ سمعة